ثم انظروا إلى الحب ومشتقاته التي استعملت كثيرا في كلام الله تعالى ورسوله (ص). وقد أثبت الله تعالى في جملة قصيرة من القرآن حب العباد مع الله وحب الله مع العباد، فقال:
{يحبهم ويحبونه} (المائدة: ٥٤). ثم أظهر لبيان المقصود نوعية العباد الذين يستحقون محبة الله: {إن الله يحب المحسنين} (البقرة: ١٩٥). {إن الله يحب المقسطين} (المائدة: ٤٢).
{إن الله يحب المتقين} (التوبة: ٤).
{إن الله يحب التوابين} (البقرة: ٢٢٢).
{والله يحب الصابرين} (آل عمران: ١٤٦).
{والله يحب المطهرين} (التوبة: ١٠٨).
ويعلم بهذه الآيات أن صفات الإحسان والتوبة والعدل والقسط والتقوى والصبر والطهارة وسيلة لحب الله تعالى، وهناك آيات تبين الذين يحرمون حب الله، قال تعالى: {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول} (النساء: ١٤٨).
{إن الله لا يحب المعتدين} (البقرة: ١٩٠).
{إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا} (النساء: ٣٦).
{إن الله لا يحب الخائنين} (الأنفال: ٥٨).
{إن الله لا يحب الفرحين} (القصص: ٧٦).
{إن الله لا يحب المفسدين} (القصص: ٧٧)
{فإن الله لا يحب الكافرين} (آل عمران: ٣٢).
{إنه لا يحب المسرفين} (الأعراف: ٣١).
{إنه لا يحب الظالمين} (الشورى: ٤٠).
أفادت هذه الآيات أن المجاهرة بالسوء والاعتداء والاحتيال والخدع والخيانة والكفران ونكران الجميل والاختيال والغرور والإفساد والكفر والإسراف والظلم أخلاق ذميمة يحرم مرتكبها حب الله تعالى؛ وهذا البيان الكامل للحب يدل على أن الإسلام دين
الحب.