للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

اختلف النَّاس فيه، فقلنا: إن لم يكن له عذر في سكوته، حتّى مضت ثلاثة أيّام فيما تبين لي، فهو راض ليس له نفيه، وبهذا قال الشّافعيّ.

وقال أيضًا: متى أمكنه نفيه على ما جرت عليه العادة من إمكان الحاكم فلم يفعل، لم يكن له نفيه بعد ذلك، وبهذا قال مالك في اليوم واليومين، إذا تركه لم يكن له نفيه.

وقال شريح ومجاهد: له نفيه أبدًا، واستدل بظاهر الكتاب والسُّنَّة؛ كقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ ...} الآية [النور: ٦]، فإنّه يدل: أنّه متى نفاه، جاز ذلك والتعن، ولا حجة لمن قال: إنّه على الفور.

وظاهر السُّنَّة قوله - صلّى الله عليه وسلم -: "الوَلَدُ لِلْفِرَاش" (١)، فمتى نفاه صح.

وقال أبو حنيفة: لا أعتبر مدة ما.

وقال أبو يوسف ومحمد: يعتبر أربعون يومًا مدة النفاس.

ولا فرق عندنا بين أن تكون حاملًا أم لا، وكذا إذا علم بعد أن ولدت وسكت، لم يكن له نفيه.

[٨٢٧ - مسألة]

إذا ظهر بامرأته حمل فلم يقذفها، وقال: "ليس الحمل مني؛ لأني ما وطئتها أصلًا"، أو قال: "استكرهت على الوطء، واستبرأتها"، فله أن يلاعنها لنفي النسب.

وقد ذكرنا عن أبي حنيفة: لا يلاعن عن الحمل أصلًا.

واختلف قول الشّافعيّ، فقال: لا يلاعن حتّى يقذفها بزنا.

وقال أيضًا مثل قولنا.


(١) جزء من حديث صحيح متفق عليه عن عائشة رضي الله عنها؛ البخاريّ (٦٨١٧)، مسلم (١٤٥٧).

<<  <   >  >>