للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«علم الدين» ج ١ ص ٩٧: أوّل من اهتدى لاستعمال البخار وتاريخه بعد ذلك. كان استخدام قوة الريح في سير السفن في الأبحر والأنهر وإدارة الطواحين الهوائية ونحوها .. أما استعمال قوة البخار, وما أمكن الوصول إلى معرفته مما كان جاريا في ذلك الأعصار القديمة أن أوّل من تنبه لاستعمال قوة البخار هارون الإسكندري المصري, وذلك أنه صنع كرة مجوفة تدور على محور أفقي دورة رَحَوية, وجعل فيها أنابيب على خط واحد حولها, وجعل أطراف هذه الأنابيب معوجة إلى جهة واحدة. فمتى قوى البخار في جوف تلك الكرة خرج من تلك المعوجات فأوجب حركتها. فتدور على محورها كما تدور الرحى. وهذا أيضا يحصل بالماء لو وضع في تلك الكرة بدل البخار. هذا غاية ما أمكن الاستدلال عليه مما جعل في الأزمان القديمة. ثم في سنة ١٦١٥ من الميلاد - أعني سنة ١٠٢٤ من الهجرة - استعمل رجل من الفرنسوية قوة البخار في رفع الماء إلى الأعلى, وذلك بأن صنع وعاء كرويا يعبَّر عنه بالدَّسْت والقِزان, وجعل له أنبوبتين لكل منهما حنفية وتفتح وتقفل على حسب الإرادة, وإحدى هاتين الأنبوبتين في أعلى الوعاء ليصب منها الماء وهي قصيرة, والثانية طويلة متصلة بأسفله صاعدة إلى فوق, متصلة بحوض مرتفع حيث يراد إيصال الماء. فيوضع الماء في ذلك الوعاء الكروي من الأنبوبة المعدة لصبه ولا يملأ كله بل يبقى أعلاه فارغا لأجل تجمع البخار فيه, وتوقد النار تحت الوعاء فيتحلل منه بخار يرتفع إلى ذلك الموضع

<<  <  ج: ص:  >  >>