للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالقضاء على الحكم السعودى، حيث انتهز السلطان العثمانى فرصة الغضب الذي حل بالمسلمين، وثورة أهل تركيا ومصر والشام والعراق؛ بسبب تلك الشائعات المغرضة، فوضعت الخطط، وعبأت علماء الدين الذين هبوا بأقلامهم وألسنتهم يرمون أتباع هذه الدعوة بالزندقة والكفر والخروج عن الإسلام؛ وذلك تمهيدًا لإعلان محاربتها، وإعداد العدة للقضاء عليها.

ولتحقيق هذه المرامى السياسية؛ فقد عهد الخليفة العثمانى إلى محمد على بمحاربة هذه الدعوة، ولتنفيذ هذه المهمة فقد أرسل محمد على حملة بقيادة ابنه طوسون إلى الحجاز عام: ١٢٢٦ هـ - ١٨١١ م، واستطاعت الجيوش العثمانية التوغل في أراضى الحجاز حتى تم لها الاستيلاء على مكة والمدينة.

وقد قامت عدد من المعارك بين الطرفين، وكانت الحرب فيها سجالًا، إلى أن غادر طوسون البلاد، وقد ضم الحجار إلى أملاك الدولة العثمانية، وقام بالانسحاب من باقي المناطق (١).

وتحكى المصادر التاريخية أنه بعد رجوعه إلى مصر أصيب بألم شديد في رأسه وحمى لم يعش بعدها إلا قليلًا، واختلفت الروايات في أسباب موته وكيفيته ومكانه، ولكنهم اتفقوا أن موته كان شديد الوطأة على أبيه، ولكن ذلك الحزن الذي أذهله وآلمه لم يثنه عن المضى في استكمال هذه المهمة الظالمة (٢).

ولتعزيز هذه الأعمال الحربية؛ فقد أرسل محمد على حملة أخرى بقيادة ابنه إبراهيم، استهدفت القضاء على الحكم السعودى في نجد، حيث حاصر الدرعية طويلًا حتى سقطت في يده، وقبض على أميرها، وأرسله إلى مصر، وبقى مع من تبقى من جيشه في نجد حتى صيف: ١٨١٩ م فسلم البلاد خربة إلى بعض قوات الجيش العثمانى التي وصلت إلى شبه الجزيرة العربية، وقد شهد هذا الدور نهاية الدولة السعودية الأولى وانهيارها على يد إبراهيم باشا (٣).


(١) انظر: تاريخ الدولة العلية: ٢٠٤.
(٢) انظر: تاريخ مصر الحديث: جرجى زيدان: ١٦٤.
(٣) في تاريخ العرب الحديث: ٢٤٠.

<<  <   >  >>