للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

امتداد لتعريفه للولى، وبيان صفاته، وما يشترط فيه، وهي: هل الولاية مكتسبة؟ أم هي محض عناية من الله تعالى؟ يقول على جهة التفصيل: "قال بعضهم: الولاية مكتسبة.

وقال بعضهم: كالنبوة ليست مكتسبة.

فمن قال: مكتسبة وأراد بها التخلي عن الأغيار، وشهود الواحد القهار، فإنها مكتسبة بالمجاهدة، كما علمت.

وأما الولاية بمعنى العطايا التي خصت بها العنايات كالعلوم اللدنية، والكشف على المغيبات والاجتماع بسيد العالمين، والكرامات: فليست مكتسبة، بل قد يكمل الشخص ولا يحصل له شيء من ذلك" (١).

وهو بهذا يقرر استقلال الإلهام في اعتماد معرفة العلوم الغيبية، إلا أنه في موضع الحكم على الإلهام يرى مفارقته للوحي من حيث انعدام العصمة لهم، يقول: "غير أن إلهام الأولياء لا مانع من اختلاط الشيطان به؛ لأنهم غير معصومين بخلاف الأنبياء، فإلهامهم محفوظ منه" (٢).

[فضائل الأولياء]

- ولكل هذه الخصائص التي قد تتحصل للأولياء فإن الصاوي يرى مشروعية التبرك بهم على نحو لا يكون لغيرهم من عامة المسلمين، يقول عند قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ} [العنكبوت: ٤١]: "حمل المفسر - السيوطي - الأولياء على الأصنام مخرج للأولياء، بمعنى المتولين في خدمة ربهم، فإن اتخاذهم بمعنى التبرك بهم والالتجاء لهم والتعلق بأذيالهم مأمور به، وهم أسباب عادية: تنزل الرحمات والبركات عندهم، لا بهم، خلافًا لمن جهل وعاند، وزعم أن التبرك بهم شرك" (٣).


(١) المرجع السابق: ٦٨.
(٢) حاشية الجلالين: (٤/ ٤٢).
(٣) حاشية الجلالين: (٣/ ٢٢٢).

<<  <   >  >>