للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه قوله تعالى: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}.

وقيل: البشرى في الحياة الدنيا: الثناء الحسن، ومحبة الخلق لهم، لما ورد عن أبي ذر - رضي الله عنه -: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال: (تلك عاجل بشرى للمؤمن) (١).

وورد أيضًا: (إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادى جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض) (٢).

قال بعض المحققين: إذا اشتغل العبد بالله عز وجل استنار قلبه، وامتلأ نورًا فيفيض من ذلك النور الذي في قلبه على وجهه، فيظهر عليه آثار الخشوع والخضوع، فيحبه الناس ويثنون عليه، فتلك عاجل بشراه بمحبة الله له ورضوانه عليه.

وقيل: البشرى في الحياة الدنيا ظهور الكرامات، وقضاء الحوائج بسهولة، فكلما توجه العبد المحبوب لشيء من أموره قضى عاجلًا.

والأحسن: أن يراد بالبشرى في الدنيا جميع ما تقدم، وأعظمها: التوفيق لخدمة الله، وراحة الجسد في طاعة الله، وانشراح الصدر لذلك.

وأما البشرى في الآخرة، فالجنة وما فيها من النعيم الدائم، قال الله تعالى: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الحديد: ١٢].

[طرق الولاية]

- وقد تعرض الصاوي لمسألة مهمة مما يتعلق بالولاية، وكان رأيه فيها يعتبر نوع


(١) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب البر والصلة - باب المرء مع من أحب: (١٦/ ١٨٩).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب بدء الخلق - رقم الحديث: ٣٢٠٩.

<<  <   >  >>