ثم يشرع في بيات هذه الحجب، يقول: "فالظلمانية: شهوات المعاصى الباطنية والظاهرية.
والنورانية: طلب غير الله من الأمور الأخروية، كالعبادة لأجل حصول العلم.
أو لأجل الكرامات: كالكشف والطيران والجنة والخلاص من النار والقبر ونعيمه وعذابه وسعة الدنيا وإقبال الناس بقصد نفعهم، أو قصد الولاية أو الاجتماع بالنبى أو الأنبياء أو الأولياء والحاذق يقيس، كما قال بعض العارفين:
أحبك لا لي بل لانك أهله ... وما لى في شيء سواك مطامع
وقال سيدى عمر بن الفارض (رضي الله عنه):
قال لي حسن كل شيء تجلى ... بى تمل فقلت قصدى وراكا
وحد القلب حبه فالتفاني ... لك شرك ولا أرى إلا شراكا
وقال صاحب الحكم (رضي الله عنه): ما أردت همة سألك أن تقف عندما كشف لها إلا ونادته هواتف الحقيقة: الذي تطلب أمامك، قال تعالى:{وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى}[النجم: ٤٢]{أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ}[الشورى: ٥٣]
ولذلك ورد أن من عبد الله بهذا الوجه: تزفه الملائكة إلى الجنة مسحوبًا من سلاسل من ذهب، ومن هنا قال العارف:
تركت للناس دنياهم ودينهم ... شغلًا بحبك يا دينى ودنياى.
وقال ابن الفارض:
تعلق بأذيال الهوى واخلع الحيا ... وخل سبيل الناسكين وإن جلوا
* * *
ثانيًا: طريق الخلاص:
وبعد أن بين العقبات فإنه يصف السبيل إلى تذليلها - كما يرى - وذلك بالإكثار من ذكر بعض أسماء الله الحسنى بقصد الاستدواء، وفقًا للطريقة الخلواتية،