للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه) (١).

رابعًا: الاستغناء بالشيخ:

- أما ما قرره من وجوب التلقي عن شيخ واحد؛ بحيث يمتنع على الطالب حضور مجلس غيره، أو الاستفادة منه، فليس من الآداب المستحبة في شيء، بل هو مما حذر منه أهل العلم، وقد عقد الإمام النووي فصلًا في بيان ضرره على العالم والمتعلم، وسأنقله بنصه لتتم به الفائدة وليعلم ضلال الصوفية في هذا المسلك:

(فصل) وليحذر كل الحذر من قصده التكثر بكثرة المشتغلين عليه والمختلفين إليه، وليحذر من كراهته قراءة أصحابه على غيره ممن ينتفع به، وهذه مصيبة يبتلى بها بعض المعلمين الجاهلين، وهي دلالة بينة من صاحبها على سوء نيته وفساد طويته، بل هي حجة قاطعة على عدم إرادته بتعليمه وجه الله تعالى الكريم، فإنه لو أراد الله بتعليمه لما كره ذلك، بل قال لنفسه: أنا أردت الطاعة بتعليمه، وقد حصلت، وقد قصد بقراءته على غيري زيادة علم، فلا عتب عليه.

وقد روينا في مسند الإمام المجمع على إمامته وحفظه وأمانته أبي محمد الدارمي - رحمة الله عليه - عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال: يا حملة القرآن أو قال: (يا حملة العلم اعملوا به؛ فإنما العالم من عمل بما علم، ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، يخالف عملهم علمهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حلقًا يباهي بعضهم بعضًا، حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى) (٢) " (٣)


(١) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الدعوات - باب فضل التهليل، رقم الحديث: ٦٤٠٣.
(٢) كتاب العلم - باب التوبيخ لمن يطلب العلم لغير الله، رقم الحديث: ٤٠٢: (٣/ ١٣٦).
(٣) آداب حملة القرآن: ٢٨.

<<  <   >  >>