للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإشراك في استحقاق المقرون ذكره العبادة مع الله تعالى، يقول: "وأما المسلم إن جمع بينهما على وجه التشريك في العبودية فهو مرتد لا تؤكل ذبيحته". (١)

ثانيًا: تحقيق الوعد مع وجود مسببه من الإيمان:

يقول: "المتقون هم الذين اتقوا الشرك وهم المؤمنون ولو عصاه؛ لأن المتقى هو الآتى بالتقوى ولو مرة واحدة. . . . .

والذي يجب الإيمان به أن الجنة تملك بالموت على كلمة التوحيد، ولو صحبها أمثال الجبال من المعاصى. غير أن أهل الجنة مراتب". (٢)

ثالثًا: تحقق الوعيد مع وجود المقتضى من الكفر:

يؤكد الصاوي على وجوب أن ينال الكافر ما يستحقه من العذاب المؤبد؛ استدلالًا بنصوص الكتاب والسنة الدالة على هذا الأصل، وقد يعلل ذلك الجزاء العادل من الله تعالى بوجود مقتضيه من الكفر والشرك، الدال على الوقوع في أقبح الظلم وأشنعه: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: ١٣].

هذا ويجمع إلى ما تقدم الاستدلال بالدليل العقلى المستنبط من تلك الأدلة الشرعية على القطع بمقتضى السمع بإنفاذ الوعد في أهل الإيمان والوعيد في أهل الكفر، يقول: "فتحصل أن وعد الله للطائفتين لا يتخلف جزمًا لتعلق علم الله به، والدليل السمعى.

فلو جاز تخلفه لانقلب علم الله جهلًا، وللزم الكذب في خبره تعالى، وكذا وعيده للكفار.

أما وعيده للعصاة فتحت المشيئة". (٣)

ولبيان هذا الأصل يتأتى الكلام في القضايا التالية:


(١) المرجع السابق: (٢/ ٤٠).
(٢) المرجع السابق: (٢/ ٢٧٦). وانظر: (١/ ٢١٠).
(٣) حاشية الجوهرة: ٣٥.

<<  <   >  >>