للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[آداب السلوك]

عند انخراط الطالب في سلك التصوف على يد شيخ معتمد؛ فإنه يؤكد على وجوب التزامه بآداب معينة، اشتهر كلام الصوفية فيها، يقول: أما الآداب "فهي كثيرة جدًا فنقتصر منها على المهمات:

بعضها يتعلق بحق الشيخ، وبعضها يتعلق بحق الإخوان الذين معه في الطريق، وبعضها يتعلق بحق العامة، وبعضها يتعلق بحق نفسه".

- وهو إذ يؤكد على وجوب الالتزام بهذه الآداب؛ فإنه يرجع حقيقة استمدادها إلى آيات الكتاب الحكيم، مستندًا إلى التفسير الإشاري، يقول في تفسير قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: ١]: "هذه السورة جمعت آدابًا ظاهرية وباطنية، وأوامر ونواهي ظاهرية وباطنية عامة وخاصة, فهي متضمنة لطريقة الصوفية التي من تمسك بها وصل" (١)

أولًا: ما يتعلق بآداب اختيار العلم:

يرى الصاوي وجوب مراعاة الأولوية في طلب العلوم، حيث يعتقد أن هذا العلم مما يتحلى به، فلا يصح قصده إلا بعد الإلمام بالعلوم الأساسية من الدين الإسلامي، يقول في ذلك: وهذا العلم "لا يكون إلا بعد معرفة الأحكام الفقهية التي بها تصح عبادته، ولذا قيل: من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن تصوف وتفقه فقد تحقق".

ثانيًا: الآداب المتعلقة بحق الشيخ:

١ - تعظيمه وتوقيره ظاهرًا وباطنًا، وعدم الاعتراض عليه في شيء فعله، ولو كان ظاهره أنه حرام، ويؤول ما أنبههم عليه.

ويؤصل لهذه الركيزة في المعتقد الصوفي من أدلة الكتاب والسنة، حيث يستخدم في ذلك طريقة التفسير الإشارى للوصول إلى تحقيق هذه المعاني المرادة عند


(١) المرجع السابق: (٤/ ١٠١).

<<  <   >  >>