للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: "هذه الجملة مستأنفة، واقعة في جواب سؤال مقدر تقديره ما صفات أولياء الله؟ .

فأجاب: بأنهم الذين اتصفوا بالإيمان والتقوى، والمعنى: أن أولياء الله هم الذين اتصفوا بالإيمان، وهو: الاعتقاد الصحيح المبني على الدلائل القطعية.

والتقوى وهي: الامتثال بالمأمورات، واجتناب المنهيات على طبق الشرع.

ولكن اتصاف الولى بالتقوى - في نظره - لا يمنع من وقوعه في المعصية؛ لعدم العصمة، يقول في قصة أخوة يوسف - عليه السلام -: "إنه على القول بعدم نبوتهم ففعلهم باقٍ على ظاهره ولا تأويل فيه، لأن الولي تجوز عليه المعصية، ولكن لا يصر عليها بل يتوب، وهؤلاء آل أمرهم لحسن التوبة" (١).

[شرط الولاية]

ولما تقدم فإنه يرى أن للولاية شروطًا لا يمكن لأحد أن يتصف بها دون أن تقوم به هذه الشروط، يقول: "إن شرط الولاية المعرفة بالله سبحانه وتعالى، وظهور نور الإيمان له حتى يكون مراقبًا لله في جميع أحواله، فينتج ذلك أنه يستدل بالحق على الخلق، عكس العوام (٢).

"فشرط الولي أن يكون محفوظًا، كما أن من شرط النبي أن يكون معصومًا، فكل من كان للشرع عليه اعتراض فهو مغرر مخادع.

قال الإمام الشافعي وأبو حنيفة: إذا لم تكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي، وذلك في العالم العامل بعلمه" (٣).

وإذا كان الصاوي يرى وجوب الالتزام بالشرع في حق الولى وأنه من ظهر منه خلاف ذلك فليس له ولاية في حقيقة الأمر، إلا أنه في موضع آخر يخالف هذا عند حديثه عن آداب المريد مع الشيخ، حيث يوجب احترامه وتوقيره "وعدم


(١) حاشية الجلالين: (٢/ ٢١٩ - ١٨٢).
(٢) حاشية الجوهرة: ١٠.
(٣) حاشية الجلالين: (٢/ ١٨٢).

<<  <   >  >>