للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[رأي الشيخ الصاوي]

يعرف الصاوي النبي لغة بأنه: "المرتفع أو الرافع". (١)

أما الرسول في الاصطلاح فهو "إنسان ذكر حر أوحى إليه بشرع، وأمر بتبليغه، فإن لم يؤمر به فنبى فقط" (٢)

ويحدد العلاقة بينهما مفصلًا، مع ذكر الأقوال في ذلك، فيقول: "النبي أعم من الرسول؛ فيلزم من كونه رسولًا أن يكون نبيًا ولا عكس، ولا يلزم أن يكون له كتاب وهذا هو المشهور.

وقيل: النبي والرسول مترادفان، وقيل: الرسول من كان له شرع جديد وكتاب".

ثم يورد اعتراض من اعترض على حصر الرسالة في البشر، فيقول: "فإن قلت: قوله تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [الحج: ٧٥] يفيد أن الرسل يكونون من الملائكة أيضًا، وهو خلاف التعريف.

أجيب بأن الرسول المعرف هنا هو الذي يبلغ الأمم وأما رسل الملائكة فهم لتبليغ بعضهم بعضًا ولتبليغ رسل البشر، فالموضوع مختلف. (٣)

كما أنه يرد على من قال بنبوة النساء؛ استدلالًا بقوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى}، فيقول: "المراد الإلهام لا وحى النبوة" وكل من اعتقد فيها ذلك من النساء الصالحات" فولية على المعتمد" (٤)

أما الحرية، فيؤكد على وجوب توفرها في الرسول، ويرد على من منع اشتراطها؛ استدلالًا بنبوة لقمان - عليه السلام - حيث يرى الصاوي تضعيف القول بعبوديته، ويرد حكاية ذلك إلى ما اتصف به من سمار اللون فشابه العبيد بذلك، دون أن يكون منهم.


(١) حاشية الخريدة: ٢١.
(٢) شرح المنظومة: ١٤٣.
(٣) حاشية الخريدة: ٢١.
(٤) حاشية الجوهرة: ٤٥.

<<  <   >  >>