للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالوا: فما فضله على الأنبياء؟ قال: قال الله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: ٤]، وقال الله عز وجل لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ: ٢٨] فأرسله إلى الجن والإنس (١).

يقول القاضي عياض: "قال أهل التفسير أراد بقوله - تعالى- " {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [البقرة: ٢٥٣] محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، لأنه بعث إلى الأحمر والأسود وأحلت له الغنائم وظهرت على يديه المعجزات وليس أحد من الأنبياء أعطى فضيلة أو كرامة إلا وقد أعطى محمد - صلى الله عليه وسلم - مثلها -. . . ." (٢)

قال - صلى الله عليه وسلم -: (فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بى النبيون) (٣).

وخصائصه - عليه الصلاة والسلام - كثيرة عظيمة وكلها "تدل على علو مرتبته، إذ لا معنى للتفضيل إلا التخصيص بالمناقب والمراتب" (٤).

ثالثًا: الغلو فيه - صلى الله عليه وسلم -:

لقد كان الرجوع بما ورد في فضله - عليه الصلاة والسلام - إلى الكتاب والسنة كافٍ في بيان عظيم ما حباه الله تعالى من منزلة علية ورفيعة على جميع بنى آدم، ولما تأتت الحاجة إلى مثل هذه الروايات الواهية التي أكثر من الاستشهاد بها الصاوي على ما ذكر من خصائص لا أساس لها صحيح من كتاب ولا سنة، بل جل ما تحمله غلو صريح نهى عنه المصطفى وحذو منه أمته أيما تحذير.


(١) أخرجه الدارمي في مسنده - باب ما أعطى النبي من الفضل، رقمه: ٤٦: (١/ ٢٣)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: "رواه الطبراني ورجاله رجال الثقات غير الحكم بن أبان وهو ثقة: (٨/ ٢٥٥).
(٢) الشفا للقاضي عياض: (١/ ٢٦٤).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (٥/ ٥).
(٤) بداية السول في تفضيل الرسول، للعلامة العز بن عبد السلام السلمى، تحقيق: العلامة محمد ناصر الدين الألباني: ٣٥. وانظر: في بيان خصائصه على جهة التوسع: غاية السول في خصائص الرسول لابن الملقن، تحقيق: عبد الله بحر الدين.

<<  <   >  >>