للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبي حصول الثواب لهم أو نفعه بذلك، وإن كان حاصلًا في نفس الأمر" ويستشهد بما قاله ابن الفارض في مثل هذا المعنى، يقول: "وقال سيدى عمر ابن الفارض نفعنا الله به حين كشف له عن الجنة وما أعد له فيها:

إن كان منزلتى في الحب عندكم ... ما قد رأيت فقد ضيعت أيامى". (١)

* * *

[المناقشة]

أولًا: أسماؤه الشريفة:

إن ما قرره الصاوي في أمر أسمائه - صلى الله عليه وسلم - لمما يظهر فيه التناقض البين إذ كيف يلزم المسلم بعدم تسميته - عليه الصلاة والسلام - إلا بما ورد حتى يصفها لتأكيد ذلك بالتوقيفية، ثم يذكر أن عدد أسمائه يقارب الألف؟ ومن المعلوم أن أسماءه - عليه الصلاة والسلام - لا تصل إطلاقًا إلى ما ذكر، وقد وردت عدة روايات في الصحيح تضمنت ما سمى به نفسه - عليه الصلاة والسلام - (لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحى الذي يمحو الله بى الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمى، وأنا العاقب). (٢)

فصلى الله عليه وسلم ما أعظم تواضعه ووقوفه عند حدود ما أنزل الله، فلم يسم نفسه إلا بما هو متصف به حقيقة، وقد ورد في القرآن تسميته بالرءوف الرحيم وكان معروف بالصادق الأمين قبل البعثة إلى غير هذه الأسماء التي وردت، وإن كانت الحجة التي أوردها في وجوب التوقف في الأسماء وهى خشية الغلو والوقوع فيما نهى عنه النبي من التكلف في الإطراء والمدح صحيحة معتمدة، ولكن عدم التزامه بها في الكثير مما قرره في شأن المصطفى - عليه الصلاة والسلام -؛ ليحكم بوقوعه في الاضطراب، وعدم الثبات على المبدأ.


(١) المرجع السابق: ٥١.
(٢) سبق تخريجه: ٤٣٣.

<<  <   >  >>