للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[(المبحث الأول): حقيقة الولاية]

أولًا: تعريف الولاية:

" الولى من الولاء والتوالى، وهو أن يحصل شيئان فصاعدًا حصولًا ليس بينهما ما ليس منهما، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان، ومن حيث النسبة، ومن حيث الدين، ومن حيث الصداقة، والنصرة، والاعتقاد. .

والولى والمولى يستعملان في ذلك كل واحد منهما يقال في معنى الفاعل، أي الموالى، وفي معنى المفعول أي المولى، يقال للمؤمن: هو ولى الله عز وجل ولم يرد مولاه، وقد يقال: الله تعالى ولى المؤمنين ومولاهم، فمن الأول: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا}.

ومن الثاني: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} [محمد: ١١] (١).

ولبيان آراء الصوفية على مختلف توجهاتهم بين الاعتدال والغلو في معنى الولاية وتعريف الولى؛ سأذكر بعض أقوالهم فيها حتى يتسنى تصنيف أقوال الصاوي وتوجيهها وفق هذه الآراء المتعددة:

يقول: عماد الدين الأموى: "الولى: من توالت طاعته لله تعالى من غير تخلل معصية، وقيل الولى: هوالذى تولى الحق سبحانه وتعالى حفظه وحراسته عن المعاصى والمخالفات، قال تعالى: {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف: ١٩٦].

وعلى هذين التفسيرين، فالولى محفوظ من المعاصى، لا على سبيل الوجوب، لأن الحفظ منها على سبيل الوجوب عصمة، وذلك مخصوص بالأنبياء عليهم السلام" (٢).


(١) المفردات للراغب: (٥٣٣) بتصرف يسير.
(٢) حياة القلوب في كيفية الوصول إلى المحبوب، بهامش قوت القلوب، لعماد الدين الأموى: ٢٨٦.

<<  <   >  >>