للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول الكاشاني: "الولى من تولى الحق أمره، وحفظه من العصيان، ولم يخله ونفسه بالخذلان، حتى يبلغه في الكمال مبلغ الرجال، قال تعالى: {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}.

والولاية: هي قيام العبد بالحق عند الفناء عن نفسه، وذلك بتولى الحق إياه حتى يبلغه غاية مقام التمكين" (١).

كما تعرف بأنها "التصرف في الخلق بالحق" (٢).

ويقول ابن عربى الضال في تفسير قوله تعالى: " {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ}: المستغرقين في عين الهوية الأحدية بفناء الآنية.

{لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}: إذ لم يبق منهم بقية خافوا بسببها حرمان، ولا غاية وراء ما بلغوا.

{وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}: لامتناع فوات شيء من الكمالات واللذات منهم فيحزنوا عليه.

{الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}: إن جعل صفة لأولياء الله، فمعناه الذين آمنوا الإيمان الحقى، وكانوا يتقون بقاياهم وظهور تلويناتهم" (٣).

* * *

وتكشف هذه الأقوال عن حقيقة الولى في منظور الفكر الصوفى، فالولاية عندهم منزلة قد تسمو بصاحبها حتى ترتفع به فوق منازل العباد، فيتمكنون من التصرف في الكون، وقد تنكشف لهم الحجب فيشهدون ما خفى من العلوم الغيبية بحكم هذه الولاية.

ولتأصيل هذه الأوهام والانحرافات العقدية، فالصوفية يعتقدون بالإلهام أو


(١) اصطلاحات الصوفية، عبد الرزاق الكاشاني: ٧٦.
(٢) المصدر السابق.
(٣) تفسير ابن عربي: (١/ ٢٤١).

<<  <   >  >>