الشيخ أحمد الصاوى فقيه مالكى معروف، تتلمذ على يد الشيخ أحمد الدردير، وهو إمام المالكية في عصره، ألف الصاوى شروحًا وحواشى على بعض الكتب الشهيرة في المذهب المالكى، والتى قرر تدريسها في الأزهر الشريف، وكانت لها الصدارة بين كتب المالكية عند كل طلاب الشريعة في البلاد الإسلامية.
وكما تمت له الإمامة في الفقه؛ فقد برز في مجال التفسير، حيث أثرت في موهبته العلمية تلك الدروس التي كان يحضرها لمشايخه، وعلى رأسهم شيخه الجمل، حتى تم له وضع حاشية على تفسير الجلالين، اتسمت بالعبارة المختصرة والتركيز في توضيح معنى الآية.
ومع تمكنه من تلك العلوم فقد كانت له مكانة معروفة في جانب العقائد، حيث عمل بعض الحواشى والشروح على كتب المتأخرين من الأشاعرة، كالدردير واللقانى، وقد اعتمد فيها أصول المذهب الأشعري، إلا أنه قد يخرج بعض الشيء عن تقارير المتكلمين تبعًا لشخصيته المتميزة في الفقه، والتى جعلت منه مجتهدًا متمكنًا لا يأبه لكلام من سبقه، إذا لم يكن له اقتناع كامل به، ونتيجة لهذا فقد يقع في نوع من التناقض والذي كثيرًا ما يحمله على عدم الترجيح البين، وهذا ما سيتضح في المبحث الثاني، بإذن الله.
أما عن موقفه من الحديث الشريف، فقد كان له اهتمام واضح به، يصدق هذا كثرة الأدلة التي يوردها في الاستدلال على المسائل الفقهية أو العقدية، إلا أن التدقيق من جهة السند يتسم عنده بالضعف، إذ يقتصر في الغالب على ذكر المتن، ولا يذكر المرجع الحديثى له إلا فيما ندر، كما أنه لا يشترط الصحة لما يستدل به، فقد يذكر الأحاديث الضعيفة والموضوعة.