للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الخاتمة]

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للكائنات وعلى صحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين، أما بعد:

فإني بعد إتمامى بفضل الله تعالى لهذا البحث، أود أن أوجز أهم ما توصلت إليه من نتائج، وبيانها كالتالى:

١ - الصاوي كواحد من علماء المذهب الأشعري تظهر موافقته جلية لمذهب السلف الصالح في قضايا متنوعة من قضايا العقيدة، منها: الإيمان بالملائكة والجن واليوم الآخر، والصحابة والإمامة، وغالب مسائل النبوات، والكتب المنزلة.

٢ - كما وافق الصاوي مذهب السلف مخالفًا بذلك ما استقر عليه المذهب الأشعري في بعض قضايا الإلهيات، كالقول بزيادة الإيمان ونقصانه للتصديق، مصرحًا بذلك في حاشيته على الجوهرة مانعًا التأويل استنادًا للأدلة التي تثبت الزيادة والنقصان حقيقة في الكتاب والسنة، ومثل القول بصحة إيمان المقلد، والاكتفاء بالدليل الجملى لصحة إيمان المكلف، والقول بفطرية المعرفة وعدم حصر طريق الإيمان على المسلك العقلي لإثباتها.

٣ - هذا وقد خالف الصاوي مذهب السلف متمسكًا بمذهبه الأشعري في الكثير من قضايا الإلهيات، كتقرير أدلة المتكلمين العقلية في الاستدلال على وجود الله، وكتأويل الصفات الخبرية الذاتية منها والفعلية، ووقوعه في مذهب الإرجاء في مسائل الإيمان والكفر، وتمذهبه مسلك سلفه في مسائل القدر مما أوقعه في الجبر حتى صرح به مرارًا، كما نفى الأسباب وتأثيرها، وأنكر على من خالف مذهبه إما تبديعًا وإما تفسيقًا وتكفيرًا.

٤ - نتيجة لموقف الصاوي المتميز عامة في تحرير مسائل العقيدة عن سلفه؛ حيث تحرر في بعض منها، نجده يقع في الاضطراب والحيرة في بعض المسائل المخالفة

<<  <   >  >>