للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاعتراض عليه في شيء فعله، ولو كان ظاهره أنه حرام، ويؤول ما أنبههم عليه" (١).

ومما لا يرى اشتراطه لنيل الولاية التمكن من أنواع العلوم، عدم التعمق في العلوم الشرعية ليس مانعًا من الولاية، يقول: "أما العلم بالأحكام الشرعية كالأنكحة والبياعات، وغير ذلك فإن هذا ليس شرطًا بإجماع العارفين" (٢).

وبناء على ما سبق فإن كل عالم عامل ولي، وليس كل ولي عالم عامل، فقد يكفيه الحد المتوسط من العلم الذي يحمله على الإخلاص، فهو أساس الولاية وسرها الأوحد.

- وهذا ما أشار إليه، في قوله: "وقال العارفون: معرفة الولي أصعب من معرفة الله تعالى، فإن الله معروف بكماله وجلاله، لأن ولايته متوقفة على إخلاصه في العمل لربه، والإخلاص سر بين العبد وربه لا يطلع عليه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده، فإذا علمت ذلك فالخلق لا تعرف من بعضها إلا الظاهر، ويجب عليهم تحسين الظن، حيث حسن الظاهر، والله متولى السرائر" (٣).

* * *

[الفرق بين الولي والدعي]

وهو بهذه التنبيهات والقيود والشروط للاتصاف بالولاية؛ يؤكد على أن هناك الكثير ممن يدعي الولاية، وليس لهم منها في الحقيقة سوى الاسم، حيث خالفوا طريق السلامة في الاستقامة على الشريعة، يقول: "أما المشتبهون بلبس الخرق، المنهمكون في الشهوات، وأنواع الجهالات، ولا يعرفون من طريقة شيخهم إلا اسمها، وينكبون على الدنيا انكباب الأسد على الفريسة، ويخترعون أمورًا لا تحل في الشرع، كالطبول والزمور والكاسات، خصوصًا في مساجد الله، ويكثرون من


(١) حاشية الخريدة: ٧٦.
(٢) المرجع السابق: ١٠.
(٣) حاشية الصلوات: ٥٩.

<<  <   >  >>