على وبين عمر مكرم، ولما كان يضمره محمد على في نفسه لهذا الرجل الذي ضاق به ذرعًا وبتدخلاته الكثيرة في شؤون الدولة؛ فقد عزم على عزله من نقابة الأشراف، ونفيه في أغسطس سنة ١٨٠٩ إلى دمياط؛ ليبعده عن القاهرة وأهلها الذين هم مكمن قوته ورهن إشارته.
وكان هذا عقابًا متفقًا في رأى محمد على مع الأوضاع الشرعية المألوفة في ذلك الوقت.
وبهذه المؤامرة التي دبرت لعمر مكرم؛ قضى على هيبة الزعامة الشعبية، فسقطت بأيدى أصحابها، ولم يعذ لها تلك المكانة العظمى التي استقرت لها زمنًا، وكل ذلك كان بسبب داء التحاسد والتخاذل الذي دب بينهم (١).
* * *
(١) عصر محمد على: ٨٠ وانظر: دولة محمد على، حسن الضيقة: ١٢١.