للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالإنكار والاستحلال والنفاق هي أسس الكفر، والمعول عليه في استحقاق الخلود في النار؛ لأنها تعنى مناقضة الإيمان بالتكذيب.

- يقول في بيان حقيقة الكفر الذي استحق لأجله من تلبس به الخلود في النار: "إنما كان جزاء الكفار الخلود في النار؛ لأن الكفر إنكار لكمالات الله، وهى لا تتناهى، فكان جزاؤه عذابًا لا يتناهى، وذلك يتحقق بالخلود بخلاف معصية المؤمن". (١)

- أما عن الشرك؛ فيرى أن نسبة الشريك لله تعالى في ربوبيته كما فعل كفار مكة والنصارى كفر، وذلك لأن "نسبة الشريك له - تعالى - يلزم منها التكذيب بآيات الله تعالى". (٢)

وقد سبقت الإشارة إلى أنه يرى قلة من كان كفره بسبب الشرك وأن غالب الكفر الواقع بسبب نواقض الإيمان التالية من الجحود والإنكار والنفاق والشك. (٣)

- وكذلك الاستحلال، فيرى أن كل ما علم تحريمه بالكتاب والسنة والإجماع فاعتقاد حله كفر مخرج من الملة. (٤)

- كما أنه يقسم النفاق إلى قسمين: "عملى واعتقادى، فالعملى أشار إليه - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان). (٥)

والاعتقاد هو إظهار الإسلام، وإخفاء الكفر". (٦)


(١) حاشية الجلالين: (١/ ١٦٢).
(٢) المرجع السابق: (٢/ ٦٧) وانظر: حاشية الصلوات الدرديرية: ٢٢.
(٣) انظر: حاشية الخريدة: ٦٢، وحاشية الجوهرة.
(٤) المرجع السابق: (١/ ١٢٢).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة في كتاب الإيمان - باب علامة المنافق، حديث رقم: ٣٣. وفى كتاب: الشهادات - باب من أمر بإنجاز الوعد وفعله الحسن .. ، حديث رقم: ٢٥٣٦. وفى كتاب: الوصايا - باب قول الله تعالى: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ}، حديث رقم: ٢٥٩٨.
(٦) حاشية الجلالين: (١/ ٢٣٧). وانظر: حاشية الصلوات الدرديرية: ٩٣.

<<  <   >  >>