للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثها: فيمن استحق دخول النار؛ أن لا يدخلها وليست مختصة به - صلى الله عليه وسلم - (١).

رابعها: في إخراج الموحدين من النار وليست مختصة به أيضًا (٢).

خامسها: في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها (٣).

سادسها: في جماعة من صلحاء أمته؛ ليتجاوز عنهم في تقصيرهم في الطاعات (٤).

سابعها: فيمن خلد في النار من الكفار؛ أن يخفف عنهم العذاب في أوقات مخصوصة (٥).

ثامنها: في أطفال المشركين أن لا يعذبوا (٦).


(١) وهذا مما يندرج في شفاعته لأهل الكبائر من أمته، أخرج البخاري في صحيحه أنه - عليه الصلاة والسلام - قال: (أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة، من قال لا إله إلا الله، خالصًا من قلبه، أو نفسه): كتاب العلم - باب الحرص على الحديث، رقم الحديث: ٩٩.
وقد صرحت أحاديث بشفاعته لمن استحق النار أن لا يدخلها ولكنها لم تثبت من حيث الإسناد، انظر: الشفاعة، لأبي عبد الرحمن مقبل الوادعى: ١١٠. وقد صرح الإمام ابن القيم - رحمه الله - بالتوقف فيها، فقال في حاشيته على سنن أبي داود ما نصه: "ويبقى نوعان يذكرهما كثير من الناس: أحدهما: في قوم استوجبوا النار فيشفع فيهم أن لا يدخلوها، وهذا النوع لم أقف إلى الآن على حديث يدل عليه، وأكثر الأحاديث صريحة في أن الشفاعة في أهل التوحيد من أرباب الكبائر إنما تكون بعد دخولهم النار، وأما أن يشفع قبل الدخول، فلا يدخلون، فلم أظفر فيه بنص" انتهى كلامه، ولعله أراد بعدم الوقف على نص صحيح يعتمد إليه في مثل هذه المسائل العظيمة: (١٣/ ٧٨).
(٢) وهذا ما ورد في عدد من الأحاديث الصحيحة، أخرج البخاري في صحيحه: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (يخرج قوم من النار بشفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم - فيدخلون الجنة، يسمون الجهنميين): كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار، رقم الحديث: ٦١٩٨.
(٣) ومما يدل على ذلك دعاؤه - صلى الله عليه وسلم - لأحد الصحابة برفعة الدرجات فقد أخرج البخاري في حديث مطول أنه - صلى الله عليه وسلم - قال يدعو لصحابى جليل يدعى أبو عامر (اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس): كتاب المغازى - باب: غزوة أوطاس، رقم الحديث: ٤٠٦٨.
(٤) وهذه مما يندرج في التي قبلها.
(٥) وذلك كشفاعة النبي في عمه أبى طالب، أخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن سأله قائلًا: ما أغنيت من عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ : (هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار): كتاب فضائل الصحابة - باب قصة أبى طالب، رقم الحديث: ٣٦٧٠.
(٦) المعلوم أن أولاد المشركين وكل من مات على الفطرة مع إبراهيم - عليه السلام - كما هو معلوم من حديث البخاري الذي حكى يه النبي - صلى الله عليه وسلم - رؤية رآها ففيها أن إبراهيم - عليه السلام - في أصل الشجرة والصبيان حوله: كتاب الجنائز - باب ما قيل في أولاد المشركين، رقم الحديث: ١٣٢٠.

<<  <   >  >>