عمر بن هبيرة، إني أخوفك مقامًا خوفكه الله تعالى فقال: ﴿ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ﴾ [إبراهيم: ١٤]، يا عمر بن هبيرة إن تك مع الله تعالى في طاعته، كفاك بائقة يزيد بن عبد الملك، وإن تك مع يزيد بن عبد الملك على معاصي الله، وكلك الله إليه.
قال: فبكى عمر وقام بعبرته، فلما كان من الغد أرسل إليهما بإذنهما وجوائزها وكثر منه ما للحسن، وكان في جائزته للشعبي بعض الإقتار، فخرج الشعبي إلى المسجد فقال: يا أيها الناس من استطاع منكم أن يؤثر الله تعالى على خلقه فليفعل، فوالذي نفسي بيده ما علم الحسن منه شيئًا فجهلته، ولكن أردت وجه ابن هبيرة فأقصاني الله منه. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٣٣٥].
• وعن الهيثم بن الحجاج الطائي قال: حج سليمان بن عبد الملك. فخرج حاجبه ذات يوم فقال: إن أمير المؤمنين قال: ابعثوا إليّ فقيهًا أسأله عن بعض المناسك. قال: فمر طاووس ﵀ فقالوا: هذا طاووس اليماني، فأخذه الحاجب فقال: أجب أمير المؤمنين، فقال: أعفني فأبى قال: فأدخله عليه فقال طاووس: فلما وقفت بين يديه، قلت: إن هذا المجلس يسألني الله عنه، فقلت: يا أمير المؤمنين إن صخرة كانت على شفير جب في جهنم هوت فيها سبعين خريفًا حتى استقرت قرارها، أتدري لمن أعدها الله؟ قال: لا! ثم قال: ويلك لمن أعدها الله؟ قلت: لمن أشركه الله في حكمه فجار قال: فبكى لها. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٣٢].
• وعن سفيان قال: جاء ابن لسليمان بن عبد الملك فجلس إلى جنب طاووس فلم يلتفت إليه، فقيل له: جلس إليك ابن أمير المؤمنين فلم تلتفت إليه، قال: أردت أن يعلم أن لله عبادًا يزهدون فيما في يديه. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٣٣].
• وعن ابن طاووس قال: كنت لا أزال أقول لأبي: إنه ينبغي أن تخرج على هذا السلطان وأن تقعد به، قال: فخرجنا حجاجًا فنزلنا في بعض القرى، وفيها عامل لمحمد بن يوسف أو أيوب بن يحيى، يقال له: ابن نجيح، وكان من أخبث عمالهم، فشهدنا صلاة الصبح في المسجد، فإذا ابن نجيح قد أخبر