تلك العلوم، ونفدت تلك الرسوم وما نفعنا إلا ركيعات كنا نركعها في الأسحار. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ٣٧٣].
• وعن سكين بن مسكين قال: كانت بيننا وبين روَّاد ﵀ قرابة، فسألت أختًا له كانت أصغر منه؟ كيف كان ليله؟ قالت: يبكي عامة الليل ويصرخ. قلت: فتحفظين من دعائه شيئًا. قالت: نعم، كان إذا كان السحر أو قريب من طلوع الفجر سجد، ثم بكى، ثم قال: مولاي عبدك يحب الاتصال بطاعتك فأعنه عليها بتوفيقك. مولاي عبدك يحب اجتناب خطيئتك فأعنه على ذلك بمنِّك. مولاي عبدك عظيم الرجاء لخيرك فلا تقطع رجاءه يوم يفرح بخيرك الفائزون.
قالت: فلا يزال على هذا ونحوه حتى يصبح، قالت: وكان قد كلَّ من الاجتهاد جدًا وتغيَّر لونه. قال سكين: فلما مات روَّاد وحمل إلى حفرته نزلوا ليدلوه في حفرته فإذا اللحد مفروش بالريحان، وأخذ بعض القوم من ذلك الريحان شيئًا فمكث سبعين يومًا طريًا لا يتغير، يغدوا الناس ويروحون وينظرون إليه، قال: فكثر الناس في ذلك حتى خاف الأمير أن يفتتن الناس فأرسل إلى الرجل، فأخذ ذلك الريحان وفرق الناس، وفقده الأمير من منزله لا يدري كيف ذهب. [المنتظم ٨/ ٢٨٠].
[(د) الحج والعمرة]
• عن عمار بن عمرو البجلي، قال: خرجنا مع محمد بن النضر الحارثي ﵀ إلى مكة، فما كنا نستيقظ ساعة من الليل إلا وهو على بعيره قاعد يقرأ، قال: فكنا نرى أنه لم ينم حتى دخل مكة، قال: وكان إذا نزل فإنما هو في خدمة أصحابه، فقيل له: يا أبا عبد الرحمن نحن نكفيك هذا، فيأتي عليهم ويقول: أتبخسون علي بالثواب؟!. [موسوعة ابن أبي الدنيا ١/ ٢٧٤].
• وعن هشام قال: ما رأيت أحدًا قط أصبر على طول القيام والسهر من ثابت البناني ﵀، صحبناه مرةً إلى مكة، فكنا إن نزلنا ليلاً فهو قائم يصلي حتى يصبح، وإلا فمتى شئت أن تراه أو تحس به مستيقظًا ونحن نسير إما باكيًا وإما تاليًا. [موسوعة ابن أبي الدنيا ١/ ٢٧٧].