• وقال أبو بكر الجلاء: كان النوري ﵀ إذا رأى منكرًا غيَّره، ولو كان فيه تَلَفُهُ، نزل يومًا، فرأى زورقًا فيه ثلاثون دنًّا، فقال للملاَّح: ما هذا؟ قال: ما يلزمك؟ فألحَّ عليه، فقال: أنت والله صوفيٌّ كثير الفضول، هذا خمر للمُعتضد، قال: أعطِني ذلك المِدْرى فاغتاظ وقال لأجيره: ناوِله حتى أبصرَ ما يصنع، فأخذه، ونزل فكسَّرها كلَّها غير دَنّ، فأُخِذَ وأدخلَ إلى المعتضد، فقال: مَن أنتَ ويلك؟ قال: محتسِب، قال: ومَن ولاَّك الحِسبَة؟ قال: الذي ولاَّك الإمامة يا أميرَ المؤمنين! فأطرق: وقال: ما حَمَلَك على فِعلك؟ قال: شفقة منِّي عليك! قال: كيف سَلِم هذا الدَّنّ؟ فذكر أنه كان يكسر الدنان ونفسُه مُخلِصَةٌ خاشِعةٌ، فلمَّا وصل إلى هذا الدَّنِّ أعجبَتْهُ نفسُه، فارتاب فيها، فتركه. [السير (تهذيبه) ٣/ ١١٣٤]
• ومرَّ محمد بن المنكدر ﵀ بشاب يقاوم امرأةً، فقال: يا بني، ما هذا جزاء نعمة الله ﷿ عليك!؟. [موسوعة ابن أبي الدنيا ١/ ٤٩١].
[(و) فوائد أخرى]
• عن طارق بن شهاب قال: جاء عتريس بن عرقوب الشيباني إلى عبد الله بن مسعود ﵁ فقال: هلك من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر، قال: بل هلك من لم يعرف قلبه المعروف، وينكر قلبه المنكر. [الحلية (تهذيبه) ١/ ١٢٢].
• وعن قتادة ﵀ قال: إن في الجنة كوىً إلى النار، فيطلّع أهل الجنة من تلك الكُوى إلى النار فيقولون: ما بال الأشقياء؟ وإنما دخلنا الجنة بفضل تأديبكم! فقالوا: إنا كنا نأمركم ولا نأتمر، وننهاكم ولا ننتهي. [صفة الصفوة ٣/ ١٨٥].
• وقال سُفيان الثوري ﵀: إذا أثنى على الرجل جيرانه أجمعون، فهو رجل سوء، لأنه ربما رآهم يعصون، فلا ينكر، ويلقاهم ببشر. [السير (تهذيبه) ٢/ ٧٠٠].
• وقال معمر ﵀: كان يقال: أنصح الناس إليك من خاف الله فيك. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٢/ ٢١٠].