اللهم وهب لنا الصبر على ما كرهنا من قضائك، والرضا بذلك طائعين، وهب لنا الشكر على ما جرى به قضاؤك من محبتنا، والاستكانة لحسن قضائك، متذللين لك خاضعين، رجاء المزيد والزلفى لديك يا كريم.
اللهم فلا شيء أنفع لنا عندك من الإيمان بك، وقد مننت به علينا، فلا تنزعه منا، ولا تنزعنا منه، حتى تتوفانا عليه، موقنين بثوابك، حائفين لعقابك، صابرين على بلائك، راجين لرحمتك يا كريم. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٥٨].
[(هـ) بعض الآداب في الدعاء، وبعض الأخطاء فيه]
• عن مالك قال: كان الربيع بن خثيم يأتي علقمة يوم الجمعة فيتحدث إليه فأتاه ذات يوم فقال: ألا تعجب دخل علي رجل من أهل الكتاب فقال: ألا ترى إلى كثرة دعاء الناس وقلة الإجابة لهم وهل يدرون مم ذلك؟ وما ذاك إلا أن الله ﷿ لا يقبل إلا الفاضل من الدعاء، فقال عبد الرحمن بن يزيد - وكان جالسًا معهم -: لئن قال ذاك لقد قال عبد الله بن مسعود ﵁: إن الله لا يسمع من مسمع ولا من مراء ولا من لاعب ولا من داع إلا داع دعاء ثبتًا من قلبه. [الزهد للإمام أحمد / ٢٩٤].
• وعن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه؛ أن ابن عمر ﵁ مر بقاص - وقد رفعوا أيديهم - فقال: قطع الله هذه الأيدي. ويلكم، إن الله تعالى أقرب مما ترفعون، هو أقرب إلى أحدكم من حبل الوريد. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٢٢١].
• وعن محمد بن الوليد قال: مر عمر بن عبد العزيز ﵀ برجل وفي يده حصاة يلعب بها، وهو يقول: اللهم زوجني من الحور العين، فمال إليه عمر فقال: بئس الخاطب أنت، ألا ألقيت الحصاة وأخلصت إلى الله الدعاء. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٢١٩].
• وقال عبد الواحد بن زيد ﵀: الإجابة مقرونة بالإخلاص لا فرق بينهما. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٣٠٤].
• وعن ابن وهب. قال: سئل مالك بن أنس ﵀ عن الرجل يدعو يقول: يا سيدي؟ فقال: يعجبني أن يدعو بدعاء الأنبياء، ربنا ربنا. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٣٥٣].