ولابد في ذلك من الرفق، كما قال النبي ﷺ: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا كان العنف في شيء إلا شَانَه). وقال ﷺ: (إنَّ الله رفيقٌ يحب الرفق في الأمر كله) ولابد أيضًا أن يكون حليمًا صبورًا على الأذى، فلابد أن يحصل له أذى، فإن لم يحلم ويصبر كان ما يفسد أكثر مما يصلح. كما قال لقمان لابنه: ﴿وَامُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾ [لقمان: ١٧] ......
قال ﵀: فلابد من هذه الثلاثة: العلم، والرفق، والصبر. العلم قبل الأمر والنهي، والرفق معه، والصبر بعده. وإن كان كل من الثلاثة لا بد أن يكون مستصحبًا في هذه الأحوال. وهذا كما جاء في الأثر عن بعض السلف ورووه مرفوعًا: ذكره القاضي أبو يعلى في … (المعتمد): (لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيهًا فيما يأمر به، فقيهًا فيما ينهى عنه، رفيقًا فيما يأمر به، رفيقًا فيما ينهى عنه، حليمًا فيما يأمر به، حليمًا فيما ينهى عنه). الاستقامة / ٤٦٤ - ٤٦٦