الخطاب ﵁ لبأسه وكان من أهل الشام، وإن عمر فقده فسأل عنه، فقيل له: تتابع في هذا الشراب! فدعا كاتبه فقال: اكتب من عمر بن الخطاب إلى فلان، سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير، ثم دعا وأمن من عنده ودعوا له أن يقبل الله بقلبه، وأن يتوب عليه، فلما أتت الصحيفة الرجل جعل يقرأها ويقول: غافر الذنب قد وعدني الله أن يغفر لي، وقابل التوب شديد العقاب. قد حذرني الله عقابه، ذي الطول والطول الخير الكثير، لا إله إلا هو إليه المصير. فلم يزل يرددها على نفسه، ثم بكى ثم نزع فأحسن النزع، فلما بلغ عمر أمره. قال: هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخًا لكم زل زلة، فسددوه ووفقوه وادعوا الله أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانًا للشيطان عليه. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٥٧].
• وعن أبي قُلابة أن أبا الدرداء ﵁ مرّ على رجل قد أصاب ذنْبًا، فكانوا يسبّونه. فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليبٍ ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: بلى. قال: فلا تسبّوا أخاكم، واحمدوا الله ﷿ الذي عافاكم. قالوا: أفلا تبغضه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي. [رواه الطبراني. صفة الصفوة ١/ ٣٠٤].