فارس في ركابه، وكنت أنا من جملة من كان معه، وأما أولئك الذين أبَو أن يصحبوه، فخرج عليهم جماعة من التتر فشلحوهم عن آخرهم. هذا الكلام أو نحوه. وقد سمعت هذا الحكاية من جماعة غيره. [البداية والنهاية ١٤/ ١٦٦].
• وقال أبو الفرج بنُ الجوزي ﵀: أقام جوهر - القائد لأبي تميم صاحب مصرَ - أبا بكر النَّابُلسي ﵀، وكان ينزل الأكواخ فقال له: بلغنا أنك قلت: إذا كان مع الرجل عشرةُ أسهم، وجب أن يَرميَ في الرُّوم سَهمًا، وفينا تسعة، قال: ما قلتُ هذا، بل قلت: إذا كان معه عشرةُ أسهم، وجب أن يرميكم بتسعة وأن يرميَ العاشر فيكم أيضًا، فإنكم غيرتم الملَّة، وقَتَلْتُم الصَّالحين وادَّعيتُم نورَ الإلهية، فشهرهُ ثم ضربه، ثم أمر يهوديًا فَسَلَخَه وحُشِيَ تِبنًا، وصُلب.
قال معمر بنُ أحمد الصُّوفي: أخبرني الثقة، أن أبا بكر سُلخ من مفرق رأسه حتَّى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر حتى بلغ الصدر فرحمه السلاَّخ، فوكزه بالسِّكين موضع قلبه فقضى عليه، وأخبرني الثقةُ أنه كان إمامًا في الحديث والفقه، صائمَ الدَّهرِ، كبيرَ الصولةِ عند العامَّة والخاصَّة، ولما سُلخ كان يُسمع من جسده قراءةُ القرآن.
قال الذهبي ﵀: لا يوصف ما قلبَ هؤلاء العُبَيْدِيَّةُ الدِّينَ ظهرًا لبطن واستَولَوا على المغرب، ثمَّ على مصرَ والشام، وسَبُّوا الصحابة.
حكى ابنُ السّعساع المصريّ، أنه رأى في النوم أبا بكر بن النابلسي بعدما صلب وهو في أحسن هيئة، فقال: ما فعل الله بك؟ فقال: