تخرج من حيرتك، وترجع عن جهالتك، وتأنس بعد وحدتك، وتقوى بعد ضعفك، فليكن دليلك دون المخلوقين؛ تفز مع الفائزين، ولا تَهُذَّه كهذ الشعر، وقف عند عجائبه، وما أشكل عليك فرده إلى عالمه، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٦/ ٥٤٤، ٥٤٥].
• وقال أبو مسلم الخولاني ﵀: كان الناس ورقًا لا شوك فيه، وإنهم اليوم شوك لا ورق فيه، إن ساببتهم سابوك، وإن ناقدتهم ناقدوك، وإن تركتهم لم يتركوك. [الزهد للإمام أحمد / ٦٠٩].
• وعن أبي عبد الله قال: قال لي محمد بن أسلم ﵀: يا أبا عبد الله مالي ولهذا الخلق كنت في صلب أبي وحدي، ثم صرت في بطن أمي وحدي، ثم دخلت إلى الدنيا وحدي، ثم تقبض روحي وحدي، فأدخل في قبري وحدي، فيأتيني منكر ونكير فيسألاني وحدي، فأصير إلى حيث صرت وحدي، وتوضع عملي وذنوبي في الميزان وحدي، وإن بعثت إلى الجنة بعثت وحدي، وإن بعثت إلى النار بعثت وحدي، فما لي والناس!. [المنتظم ١١/ ٣٠٣].
• وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل ﵀ قال: كان أبي أصبر الناس على الوحْدة، لم يرَه أحد إلاّ في مسجد، أو حضور جنازة، أو عيادة مريض. وكان يكره المشْي في الأسواق. [صفة الصفوة ٢/ ٦١٠].
• وقال إبراهيم بن المولد ﵀: عجبت لمن عرف الطريق إلى ربه، كيف يعيش مع غيره. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ٤٥٨].
(ب) أهمية الاستغناء عن الناس، وعدم سؤالهم، وقطع مِنَّتهم:
• ناول عمرُ بن الخطاب ﵁ رجلًا شيئًا؛ فقال له: خدمك بنوك. فقال عمر: بل أغنانا الله عنهم. [عيون الأخبار ٣/ ٩٦].
• وعن أم الدرداء قالت: قال لي أبو الدرداء ﵁: لا تسألي الناس شيئًا، قالت: فقلت: فإن احتجت؟ قال: فإن احتجت فتتبعي الحصادين فانظري ما سقط منهم فاخبطيه ثم اطحنيه ثم كليه ولا تسألي الناس شيئًا. [الزهد للإمام أحمد / ٢٦٦].