فضل الله، وما أقول لكم: كنت رجلًا عيارًا صاحب عصبة، فجزت يومًا فإذا أنا بقرطاس في الطريق، فرفعته فإذا فيه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فمسحته وجعلته في جيبي، وكان عندي درهمان، ما كنت أملك غيرهما، فذهبت إلى العطارين فاشتريت بهما غالية ومسحته في القرطاس، فنمت تلك الليلة فرأيت في المنام كأن قائلًا يقول لي: يا بشر بن الحارث رفعت اسمنا عن الطريق وطيبته لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة، ثم كان ما كان. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ٨٩].
• وقال إبراهيم الخواص ﵀: على قدر إعزاز المؤمن لأمر الله يلبسه الله من عزه، ويقيم له العز في قلوب المؤمنين. فذلك قوله - تعالى -:: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: ٨] [الحلية (تهذيبه) ٣/ ٤٢١].
• وقال الفقيةُ أبو الفَتْحِ الأشتريُّ معيدُ النِّظامِيَّةِ ببَغدادَ، وكان قد جمعَ سيرةً مختصرةً لنور الدينِ ﵀، قال: وكان يحافظُ على الصلوات في أوقاتِها في جماعةٍ بتَمام شروطِها وأركانِها ورُكوعِها وسجودها، وكان كثيرَ الصلاةِ بالليلِ، والابتهال إلى الله، ﷿ في أموره كلِّها.
قال: وبلَغَنا عن جماعةٍ من الصوفيَّةِ مَّمن يُعْتمدُ على قوْلِهم أنَّهم دخلَوا بلادَ القدسِ للزيارة أيامَ الفرنْجِ، فسُمع الكفارُ يقولون: ابنُ القَسِيمِ يعْنُونَ نورَ الدينِ له مع الله سرٌّ؛ فإنَّه ما يظْفَرُ علينا بكَثْرَةِ جُنْدِه وجيْشه، وإنَّمَا يظفَرُ علينا بالدعاء وصلاة الليلِ، فإنّه يصلِّي بالليل، ويرفع يده إلى اللهِ ويدعو، فاللهُ ﷾ يستجيبُ له دعاءه ويُعْطِيه سُؤْلَه، وما يرُدُّ يده خائبةً، فيظفَرُ علينا.
قال: فهذا كلامُ الكفارِ في حقِّه، ﵀[البداية والنهاية ١٢/ ٣٦٥].
[(ب) اللذة، والأنس، وانشراح الصدر]
• وقال مالك بن دينار ﵀: خَرج أهلُ الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيبَ شيءٍ فيها. قالوا: وما هو؟ قال: معرفة الله ﷿. [صفة الصفوة ٣/ ٢٠١].
• وقال عبد الله بن المبارك ﵀: أهل الدنيا خرجوا من الدنيا قبل أن يتطعّموا أطيب ما فيها، قيل له: وما أطيب ما فيها؟ قال: المعرفة بالله ﷿. [صفة الصفوة ٤/ ٣٧٥].