١ - أنه مُفوض، والمفوض راض بكل ما اختاره له مَنْ فوض إليه، ولاسيما إن علم كمال رحمته ولطفه، وحسن اختياره له. ٢ - أن يعلم أن كُلًا من البلية والنعمة بقضاء سابق وقَدَرٍ حَتْم. ٣ - أنه عبد محض، والعبد المحض لا يسخط جريان أحكام سيده البار الناصح المحسن، بل يتلقاها كلها بالرضا به وعنه. ٤ - أنه مُحب، والمحب الصادق من رضي بما يعامله به حبيبه. ٥ - أنه جاهل بعواقب الأمور، وسيده أعلم بمصلحته وبما ينفعه. ٦ - أنه مسلم، والمسلم من قد سَلَّم نفسه لله ولم يعترض عليه في جريان أحكامه عليه ولم يسخط ذلك. ٧ - أنه حَسَنُ الظن بربه، فحُسن ظنه به يوجب له استواء الحالات عنده، ورضاه بما يختاره له سيده سبحانه. ٨ - أن يعلم أنه إذا رضي: انقلب في حقه نعمة ومِنْحَةً، وخفَّ عليه حمله وأُعين عليه، وإذا سخطه: تضاعف عليه ثقله، ولم يزدد إلا شدةً وهمًاَ وغمًا. ٩ - أن يعلم أن رضاه عن ربه سبحانه في جميع الحالات يُثمر رضا ربه عنه. ١٠ - أن السخط يوجب تلون العبد وعدم ثباته مع الله، فإنه لا يرضى إلا بما يلائم طبعه ونفسه، والمقادير تجري دائما بما يلائمه وبما لا يُلائمه. ١١ - أن السخط يفتح عليه باب الشك في الله وقضائه وقدره وحكمته، فَقلَّ أن يَسْلم الساخط من شك يُداخل قلبه ويتغلغل فيه، وإن كان لا يشعر به. ١٢ - أن الرضا ينفي عنه آفات الحرص على الدنيا، وذلك رأس كل خطيئة، وأصل كل بلية. ١٣ - أن المخالفات كلها أصلها من عدم الرضا، والطاعات كلها أصلها من الرضا.