وقال ﵀: اتِّبَاع الأهواء في الديانات أعظم من اتِّبَاع الأهواء في الشهوات. الاستقامة / ٤٦٠
وقال ﵀: من خرج عن موجب الكتاب والسنة من المنسوبين إلى العلماء والعباد يجعل من أهل الأهواء، كما كان السلف يسمونهم أهل الأهواء؛ وذلك أن كل من لم يتبع العلم فقد اتبع هواه، والعلم بالدين لا يكون إلا بهدي الله الذي بعث به رسوله ﷺ. ولهذا قال تعالى في موضع ﴿وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ … [الأنعام: ١١٩]، وقال في موضع آخر: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ﴾ [القصص: ٥٠]. الاستقامة / ٤٦٠، ٤٦١ (٢) قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: وهو كما قال ﵁: لأنه في الموضعين إنما قصد اتباع هواه لم يعمل لله. ألا ترى أن أبا طالب نصر النبي ﷺ، وذبَّ عنه أكثر من غيره؛ لكن فعل ذلك لأجل القرابة، لا لأجل الله تعالى، فلم يتقبل الله ذلك منه، ولم يثبه على ذلك؟! وأبو بكر الصديق ﵁ أعانه بنفسه وماله لله؛ فقال الله فيه: ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى. الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى. وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى. إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى. وَلَسَوْفَ يَرْضَى﴾ [الليل: ١٧ - ٢١]. نفس المصدر.