• عن محمد بن الفضل الجرجاني ﵀ أنه تحدث في وزارته للمعتصم قال: كنت أتولى ضياع عجيف - وهو أحد القواد - فرفع عليّ أنني جئت وأخربت الضياع، فأنفذ إليّ، فأُدخلت عليه وهو يطوف في داره على ضياع فيها، فلما رآني شتمني وقال: أخربت الضياع، ونهبت الارتفاع والله لأقتلنك، هاتوا السيَّاف. فأحضرت ونحيت للضرب، فلما رأيت ذلك ذهب عقلي وبُلت على ساقي، فنظر كاتبه إلي فقال: أعزّ الله الأمير، أنت مشتغل القلب بهذا البناء وضرب هذا أو قتله في أيدينا ليس يفوت فتأمر بحبسه، وانظر في أمره، فإن كانت الرقعة صحيحة فليس يفوتك عقابه، وإن كانت باطلة لم تستعجل الإثم وتنقطع عما أنت بسبيله من المهم. فأمر بي إلى الحبس فمكثت أيامًا، وقتل المعتصم عجيفًا، فاتصل الخبر بكاتبه فأطلقني: فخرجت وما أهتدي إلى حبة فضة فما فوقها، فقصدت صاحب الديوان بسر من رأى فسُرَّ بإطلاقي، وقلَّدني عملًا فنزلت دارًا، فرأيت مستحمها غير نظيف، فإذا تل فجلست أبول عليه، وخرج صاحب الدار فقال لي: أتدري على أي شيء بُلت؟ قلت: على تل تراب. فضحك وقال: هذا رجل من قوَّاد السلطان يُعرف بعجيف سخط عليه، وحمله مقيدًا، فلما صار ها هنا قتل، وطُرح في هذا المكان تحت حائط، فلما انصرف العسكر طرحنا الحائط ليواريه من الكلاب، فهو والله تحت هذا التل التراب.
قال: فعجبت من بولي خوفًا منه ومن بولي على قبره. [المنتظم ١١/ ٨٥، ٨٦].
• وعن سعيد بن أبي بردة ﵀ قال: ما يُنتظر من الدنيا إلا كل محزن، أو فتنة تُنتظر. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٦/ ١٨].
• وعن محمد بن سيرين ﵀ قال: ما كان ضحك قط إلا كان من بعده بكاء. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٦/ ١٨].