• وقال أيضًا ﵀: خصلتان إذا صلَحتا من العبد صلح ما سِواهما من أمره: صلاتُه ولسانه (١). [صفة الصفوة ٣/ ٢١٩].
• وقال مَرَّةً رجلٌ: ما أشدَّ البردَ اليوم، فالتفتَ إليه المُعافى بن عمران ﵀، وقال: استدفأتَ الآن، لو سكتَّ، لكان خيرًا لك.
قال الذهبي ﵀: قولُ مثلِ هذا جائزٌ، لكنهم كانوا يكرَهون فُضولَ الكلام، واختلف العلماءُ في الكلام المباح، هل يكتُبه المَلَكان، أم لا يَكتُبان إلا المستحَبَّ الذي فيه أجرٌ، والمذمومَ الذي فيه تَبِعَة؟ والصحيحُ كتابةُ الجميعِ لعموم النَّصِّ في قوله - تعالى -:: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: ١٨]، ثم ليس إلى الملكين اطِّلاعٌ على النِّيات والإخلاص، بل يكتُبانِ النُّطْقَ، وأما السَّرائرُ الباعثةُ للنُّطقِ، فالله يتولاَّها. [السير (تهذيبه) ٢/ ٨٠٠].
• وعن أبي وهب؛ أن إبراهيم بن أدهم ﵀ رأى رجلًا يحدث - يعني من كلام الدنيا - فوقف عليه فقال له: كلامك هذا ترجو فيه؟ قال: لا، قال: فتأمن عليه، قال: لا، قال: فما تصنع بشيء لا ترجو فيه ولا تأمن عليه؟ [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٤٨٣].
• وعن أبي داود السجستاني قال: لم يكن أحمد بن حنبل ﵀ يخوض في شيْء مما يخوض فيه الناسُ من أمر الدنيا، فإذا ذكر العلْم تكلم. [صفة الصفوة ٢/ ٦٠٥].
[(ز) حفظ اللسان من المسابة والمشاتمة]
• عن سالم بن عبد الله بن عمر ﵀ قال: ما سمعت أبي لعن شيئا قط إلا مرة، وقال: قال رسول الله ﷺ: لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٧/ ٣٥٠].
• وعن الفضيل بن عمرو: أن رجلا لعن شيئا فخرج ابن مسعود ﵁
(١) لقول الله تعالى ﴿إنَّ الصَلَاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت: ٤٥] وقول الرسول ﷺ " إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة "