للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[(جـ) فوائد أخرى]

• عن قتادة قال: كان مطرف بن عبد الله يقول: إن من أحب عباد الله إلى الله الصبار الشكور، الذي إذا ابتلي صبر وإذا أعطي شكر. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٣٥٩].

• وعن عمرو بن السكن قال: كنت عند سفيان بن عيينة فقام إليه رجل من أهل بغداد فقال: يا أبا محمد أخبرني عن قول مطرف: لأن أعافى فأشكر أحب إليّ من أن أبتلى فأصبر. أهو أحب إليك؟ أم قول أخيه أبي العلاء: اللهم رضيت لنفسي ما رضيت لي.

قال: فسكت سكتة ثم قال: قول مطرف أحب إليّ، فقال الرجل: كيف وقد رضي هذا لنفسه ما رضيه الله له.

قال سفيان: إني قرأت القرآن، فوجدت صفة سليمان مع العافية التي كان فيها: ﴿نعم العبد إنه أوابٌ﴾ [ص: ٣٠]، ووجدت صفة أيوب مع البلاء الذي كان فيه (نعم العبد إنه أوابٌ)، فاستوت الصفتان، وهذا معافى، وهذا مبتلى، فوجدت الشكر قد قام مقام الصبر، فلما اعتدلا، كانت العافية مع الشكر أحب إليّ من البلاء مع الصبر. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٣٦٧].

• وقال أبو جعفر المنصور لعبد الله بن الربيع الحارثى: إني وإياك كمجير أم عامر، قال: يا أمير المؤمنين وما مجير أم عامر؟ قال: خرج قوم يطلبون الصيد فلم يجدوا إلا الضبع، فألجئوها إلى خيمة أعرابي، فأرادوها فنادى: يا آل بيت فلان، فذهبوا وتركوها، فأقبل يغذوها باللحم واللبن حتى أسمنها، فخرج لحاجته وترك أخاه في جانب الخيمة مريضا، فرجع فوجد الضبع قد ذهبت، ووجد أخاه مقطعا، فأنشأ يقول:

ومن يصنع المعروف في غير أهله … يلاقي الذي لاقى مجيرُ أمِّ عامر

ومن يصنع المعروف في غير أهله … يلاقي الذي لاقى مجيرُ أمِّ عامر

أذمَّ لها حين استجارت برحله … لتأمن ألبان اللقاح الدرائر

فأسمنها حتى إذا ما تكلمت … فَرَته بأنيابٍ لها وأظافر

فقل لذوي المعروف هذا جزاء من … أراد يد المعروف من غير شاكر

[موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٢٠١].

<<  <   >  >>