قال: فانصرفت من عنده فجعلت أسأل فرط الأيام هل كان في المسجد خبر؟ فلا أخبر إلا بخير. قال: فأقام علينا واليًا سنة لا يذكره ولا يخطر بباله حتى إذا عزل وصار بوادي القرى من المدينة على خمس مراحل، قال لغلامه وهو يوضئه: ويحك أمسك، واسوءتاه من علي بن الحسين، ومن القاسم بن محمد، ومن سالم بن عبد الله، ومن أبي سلمة بن عبد الرحمن، حلفت بين أيديهم ثلاثة أيمان لأقتلن سعيد بن المسيب، والله ما ذكرته إلا في ساعتي هذه، فقال له غلامه: يا مولاي تأذن لي أن أكلمك؟ قال: نعم، قال: فما أراد الله لك خيرًا مما أردت لنفسك إذ إنساك ذكره. فقال له: اذهب فأنت حر. [المنتظم ٦/ ١٢٠، ١٢١].
• وقال موسى بن طريف: ركب إبراهيم بن أدهم ﵀ البحر، فأخذَتْهم ريح عاصف، فأشرفوا على الهلَكة، فلفَّ إبراهيم رأسه في عباءَةٍ ونام، فقالوا له: ما ترى ما نحن فيه من الشدة؟ فقال: ليس ذا شدة، قالوا: ما الشِّدَّة؟ قال: الحاجة إلى النّاس، ثم قال: اللهم أرَيتَنا قُدرتَك فأرِنا عَفْوَك، فصار البحر كأنه قَدَح زيتٍ. [صفة الصفوة ٤/ ٣٨٨].
• وقال أبو وهب: مرّ ابن المبارك ﵀ برجل أعمى، فقال: أسألك أن تدعو الله أن يَرُدّ بصري. قال: فدعا الله فردّ عليه بصره وأنا أنظر. [صفة الصفوة ٤/ ٣٧٩].
• وعن جعفر بن الزبير الهاشمي: أن أبا الحسين النوري ﵀ دخل يومًا الماء فجاء لص فأخذ ثيابه. فبقي في وسط الماء فلم يلبث إلا قليلاً حتى رجع إليه اللص معه ثيابه، فوضعها بين يديه وقد جفت يمينه، فقال النوري: رب قد رد علي ثيابي فرد عليه يمينه. فرد الله عليه يده ومضى. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ٣٦٩].
[(د) نماذج من دعاء السلف]
• عن ثور بن يزيد قال: كان معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه إذا تهجد من الليل قال: اللهم قد نامت العيون، وغارت النجوم، وأنت حي قيوم، اللهم