• وقال ابن الجوزي ﵀: ولقد كنت أقرأ على شيخنا عبد الوهاب الأنماطي ﵀ الحديث في زمان الصّبا، ولم أذق بعدُ طعم العلْم، فكان يبكي بكاءً متّصلاً، وكان ذلك البكاء يَعمل في قلبي، وأقول: ما يبكي هذا هكذا إلا لأمر عظيم. فاستفدت ببكائه ما لم أستفد بروايته. [صفة الصفوة ٢/ ٧٠٣].
[(ب) الرجاء وإحسان الظن بالله]
• عن محمد بن سيرين قال: قال علي ﵁: أي آية في القرآن أوسع؟ قال: فجعلوا يذكرون آيًا من القرآن: ﴿وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [النساء: ١١٠] أو نحوها فقال علي ﵁: ما في القرآن آية أوسع من ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: ٥٣]. [موسوعة ابن أبي الدنيا ١/ ٨٤، ٨٥].
• وقال عبد الله بن مسعود ﵁: ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر. [موسوعة ابن أبي الدنيا ١/ ٨٣].
• وقال أيضاً ﵁: والذي لا إله غيره ما أعطي عبد شيئا خير من حسن الظن بالله، والذي لا إله غيره ما يحسن عبد الظن بالله إلا أعطاه الله ظنه ذلك، فإن الخير في يده. [موسوعة ابن أبي الدنيا ١/ ٩٤].
• وعن أبي هريرة ﵁ قال: يدني الله العبد يوم القيامة فيضع عليه كنفه فيستره من الخلائق كلها ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر فيقول: اقرأ يا ابن آدم كتابك قال: فيمر بالحسنة فيبيض وجهه ويسر بها قلبه قال: فيقول الله ﷿ له: تعرف يا عبدي، فيقول: نعم أي رب أعرف، قال فيقول: فإني تقبلتها منك، قال: فيخر لله ساجدًا قال: فيقول: ارفع رأسك يا ابن آدم وعد في كتابك قال: فيمر بالسيئة فيسود وجهه ويوجل منها قلبه فيقول الله ﷿: أتعرف يا عبدي؟ قال: فيقول: نعم يا رب أعرف، قال: فيقول: إني قد غفرتها لك، قال: فلا يزال حسنة تقبل فيسجد وسيئة تغفر فيسجد ولا يرى الخلائق منه إلا السجود قال: حتى ينادي الخلائق بعضها بعضًا طوبى لهذا