للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وقال بلال بن سعد : واحُزْناه على أَنّي لا أحزن. (١)

[صفة الصفوة ٤/ ٤٣٥].

• وقال أبو سليمان الداراني : من حَسُنَ ظنُّه بالله ﷿ ثم لا يخاف الله فهو مَخْدوع. [صفة الصفوة ٤/ ٤٧٥].

• وقال أيضًا : لِكُلِّ شيءٍ عَلَمٌ، وعَلَمُ الخِذْلانِ تركُ البُكاء. [السير (تهذيبه)].

• وقال أيضًا : ما عمل داود عملاً قط، كان أنفع له من خطيئته، ما زال منها خائفًا هاربا حتى لحق بربه ﷿. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ١٨٧].

• وعن عبيد الله بن أبي جعفر قال: كان يُقال: ما استعان عبد على دينه، بمثل الخشيةِ من الله. [السير (تهذيبه) ٢/ ٦٢٥].

• وقال المَرُّوذي: كان أبو عبد الله (٢) إذا ذكر الموت خَنَقَتْه العَبرة وكان يقول: الخوف يمنعُني أكْلَ الطعام والشراب، وإذا ذكرتُ الموت هان علي كلُّ أمرِ الدنيا. إنما هو طعامٌ دونَ طعام، ولباسٌ دون لباس وإنها أيامٌ قلائل. ما أعدِلُ بالفقر شيئًا، ولو وجدتُ السبيل لخرجتُ حتى لا يكون لي ذكر. [السير (تهذيبه) ٢/ ٩٢٩].


(١) قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما [الحزن] فلم يأمر الله به ولا رسوله، بل قد نهى عنه في مواضع وإن تعلق بأمر الدين، كقوله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: ١٣٩]، وقوله: ﴿وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ﴾ [النحل: ١٢٧] …
وذلك؛ لأنه لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة فلا فائدة فيه، وما لا فائدة فيه لا يأمر الله به.

وقد يقترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه، فيكون محمودًا من تلك الجهة لا من جهة الحزن، كالحزين على مصيبة في دينه، وعلى مصائب المسلمين عمومًا. فهذا يثاب على ما في قلبه من حب الخير، وبغض الشر، وتوابع ذلك، ولكن الحزن على ذلك إذا أفضى إلى ترك مأمور من الصبر والجهاد وجلب منفعة ودفع مضرة نهى عنه، وإلا كان حسب صاحبه رفع الإثم عنه من جهة الحزن.
وأما إن أفضى إلى ضعف القلب واشتغاله به عن فعل ما أمر الله ورسوله به، كان مذمومًا عليه من تلك الجهة، وإن كان محمودًا من جهة أخرى. مجموع الفتاوى ١٠/ ١١
(٢) يعني: أحمد بن حنبل.

<<  <   >  >>