• وقيل لسفيان بن عيينة ﵀: لأي شيء كان يُستحب خفض الصوت عند الجنائز؟ قال: شبهوه بالحشر إلى الله، أما سمعته يقول: ﴿وَخَشَعَتِ الأصوَاتٌ للرَّحمَنِ فَلَا تَسْمَعَ إِلا هَمْسًا﴾ [طه: ١٠٨]. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٦/ ٦٧].
• وقال يزيد الرقاشي ﵀: بلغني أن الميت إذا وضع في قبره احتوشته أعماله، فأنطقها الله تعالى، فقالت: أيها العبد المنفرد في حفرته! انقطع عنك الأخلاء والأهلون، فلا أنيس لك اليوم غيرنا، ثم يبكي، ويقول: طوبى لمن كان أنيسه صالحًا، طوبى لمن كان أنيسه صالحًا، والويل لمن كان أنيسه وبالًا. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٤٧٦].
• وقال صالح المري: كان حسان بن أبي سنان ﵀ إذا مات في جيرانهم ميت، سُمعت من داره النحيب والبكاء، كما يُسمع من دار الميت، فإذا حضر الجنازة ثم انصرف، لم يفطر تلك الليلة، ونظرت إلى ولده وأهل داره عليهم السكينة والخشوع أيامًا. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٦/ ٦٧].
• وكان الحسن ﵀ في جنازة، فرأى رجلا يحدث صاحبه ويتبسم إليه، فقال: يا سبحان الله! أما كان في الذي بين يدك مشتغل عن التبسم؟! قال الحسن: كانوا يعظمون الموت أن يُرفع عنده صوت. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٦/ ٦٨].
• وكان لبشر بن منصور ﵀ غرفة، إذا صلى العصر دخلها، وفتح بابها إلى الجبان، ينظر إلى القبور. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٦/ ٧٤].
• وعن أيوب ﵀ قال: كان يقال: من كرامة الميت على أهله تعجيله إلى حفرته. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٤٩٨].
• وكان ربيع بن أبي راشد ﵀ إذا مات أحد من جيرانه أنكره أهله أيامًا. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٥٧٩].
[(هـ) ما قيل في القبر وأهواله]
• عن أبي هريرة ﵁ قال: إذا وضع الكافر في قبره فيرى مقعده من النار، قال: ﴿رَبِ ارْجِعُونِ﴾ [المؤمنون: ٩٩]، حتى أتوب وأعمل صالحًا، فيقال: قد عُمِّرت ما كنت معمرًا، فيضيق عليه قبره، فهو كالمنهوش ينام ويفزع، تهوي