والخوارج هم الشُّراة الأنجاس الأرجاس، ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج، يتوارثون هذا المذهب قديمًا وحديثًا، ويخرجون على الأئمة والأمراء ويستحلون قتل المسلمين. الشريعة / ٢٩ قال الآجري: فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام، عدلًا كان الإمام أم جائرًا، فخرج وجمع جماعة وسل سيفه، واستحل قتال المسلمين، فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن، ولا بطول قيامه في الصلاة، ولا بدوام صيامه، ولا بحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه مذهب الخوارج. الشريعة / ٣٥ وقال الصابوني ﵀: ويرى أصحاب الحديث الجمعة، والعيدين، وغيرهما من الصلوات خلف كل إمام مسلم، برًا كان أو فاجرًا. ويرون جهاد الكفرة معهم، وإن كانوا جورة فجرة. ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح. ولا يرون الخروج عليهم بالسيف، وإن رأوا منهم العدول عن العدل إلى الجور والحيف. عقيدة السلف وأصحاب الحديث / ٢٩٤
وقال البربهاري ﵀: فمِنْ السنة لُزُومُ الجَمَاعَةِ، فَمَنْ رَغِبَ عَن الجَمَاعَة وفارقَهَا: فقد خَلَعَ رِبْقَةَ الإسلامِ مِنْ عُنُقَهِ، وكانَ ضالًا مُضِلًا. شرح السنة / ٥٩ وقال: ومَنْ خرجَ على إمامٍ من أئِمّةِ المسلمين: فهو خارجي، وقد شَقّ عصا المسلمينَ، وخالفَ الآثارَ، وميتته مِيتةً جاهلية. شرح السنة / ٧٠ وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: والأئمة لا يقاتَلون بمجرد الفسق، وإن كان الواحد المقدور قد يقتل لبعض أنواع الفسق: كالزنا وغيره. فليس كلما جاز فيه القتل جاز أن يقاتل الأئمة لفعلهم إياه، إذ فساد القتال أعظم من فساد كبيرة يرتكبها ولي الأمر. مجموع الفتاوى ٢٢/ ٦١