• وقال أبو علي الوراق ﵀: من جهل قدر نفسه عدل على نفسه وعدل على غيره. وآفة الناس من قلة معرفتهم بأنفسهم. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ٤٥٢].
[(هـ) مجاهدة النفس]
• قال أبو مسلم الخولاني ﵀: أرأيتم نفسًا إذا أكرمتُها وَوَدعتُها ونعمتُها ذمتني غدًا عند الله، وإن أنا أهنتُها وأنصبتُها وأعملتُها مَدَحَتْني عند الله غدًا؟ قالوا: مَن تِيك يا أبا مسلم؟ قال: تِيكَ واللهِ نفسي. [صفة الصفوة ٤/ ٤٢٩].
• وعن عثمان بن أبي العاتكة قال: كان من أمْر أبي مسلم الخولاني ﵀ أن علَّق سَوْطًا في مَسْجده، ويقول: أنا أولى بالسوط مِنَ الدّوابّ، فإذا دخلته فترةٌ مَشَقَ ساقَه سوطًا أو سوطين. [صفة الصفوة ٤/ ٤٣٠].
• وقال قتادة ﵀: ابن آدم إن كنت لا تريد أن تأتي الخير إلا بنشاط، فإن نفسك إلى السآمة وإلى الفترة وإلى الملل أميل، ولكن المؤمن هو المتحامل، والمؤمن المتقوى، وأن المؤمنين هم العجاجون إلى الله بالليل والنهار. وما زال المؤمنون يقولون ربنا ربنا في السر والعلانية حتى استجاب لهم. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٤٠٨].
• وقال مالك بن دينار ﵀: يقولون الجهاد! أنا من نفسي في جهاد. (١) [الحلية (تهذيبه) ١/ ٤٢٠].
• وقال حذيفة: وضع مالك بن دينار ﵀، رغيفا بين يديه، فقالت له نفسه: لو كان معه شيء آخر؟ قال: أنت ها هنا!، فمر به أعرابي مسكين،
(١) قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: ونفس الهوى والشهوة لا يعاقب عليه، بل على اتباعه والعمل به، فإذا كانت النفس تهوى وهو ينهاها كان نهيه عبادة لله، وعملًا صالحًا، وثبت عنه ﷺ أنه قال: (المجاهد من جاهد نفسه في ذات الله)، فيؤمر بجهادها كما يؤمر بجهاد من يأمر بالمعاصي ويدعو إليها، وهو إلي جهاد نفسه أحوج، فإن هذا فرض عين وذاك فرض كفاية، والصبر في هذا من أفضل الأعمال، فإن هذا الجهاد حقيقة ذلك الجهاد، فمن صبر عليه صبر على ذلك الجهاد. كما قال: (والمهاجر من هجر السيئات). مجموع الفتاوى ١٠/ ٣١٣