للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وقال أيضًا : أقوى القوةِ غَلَبَتُك نفسَك، ومن عجز عن أدب نفسه كان عن أدب غيره أعجز. [صفة الصفوة ٢/ ٦٢٧].

• وقال أيضًا : لا تفتش عن مساوي الناس، ورداءة أخلاقهم، ولكن فتش وابحث في أخلاق الإسلام ما حلك فيه، حتى تسلم ويعظم قدره في نفسك وعندك. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ٣٣٢].

• وقال أيضًا : لا يطلع على عثرات الخلق إلا جاهل، ولا يهتك ستر ما اطلع عليه إلا ملعون. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ٣٣٦].

• وقال محمد بن علي: سئل أبو العباس بن عطاء وأنا حاضر عن أقرب شيء إلى مقت الله والعياذ بالله، فقال: رؤية النفس وأفعالها، وأشد من ذلك مطالبة الأعواض عن أفعالها. (١)

[الحلية (تهذيبه) ٣/ ٤٠١].

• وقال محفوظ بن محمود : لا تزن الخلق بميزانك وزن نفسك


(١) قال ابن القيم : يعرض للعامل في عمله ثلاث آفات:

١ - رؤيته وملاحظته، والذي يُخلصه من هذه البلية: مشاهدته لمنة الله عليه وفضله وتوفيقه له وأنه بالله لا بنفسه كما قال تعالى: ﴿وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [النور: ٢١] وقال أهل الجنة: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا﴾ [الأعراف: ٤٣].
٢ - طلب العوض عليه، والذي يخلصه من هذه البلية: علمه بأنه عبد محض، والعبد لا يستحق على خدمته سيده عوضا ولا أجرة.
٣ - رضاه به وسكونه إليه، والذي يخلصه من هذه البلية أمران:
أ - مطالعة عيوبه وآفاته، وتقصيره فيه، وما فيه من حظ النفس ونصيب الشيطان، فقلَّ عمل من الأعمال إلا وللشيطان فيه نصيب وإن قلَّ، وللنفس فيه حظ.
ب - علمه بما يستحقه الرب من حقوق العبودية وآدابها الظاهرة والباطنة وشروطها، وأن العبد أضعف وأعجز وأقل من أن يوفيها حقًا، وأن يرضا بها لربه، والعارف لا يرضا بشيء من عمله لربه، ويستحي من مقابلة الله بعمله. ا. هـ بتصرف. مدارج السالكين ٢/ ٣١٦

<<  <   >  >>