العبد لم يعص الله قط، قال: ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين الله مما قد وقفه عليه. [الزهد للإمام أحمد / ٣١٦].
• وعن جندب بن عبد الله ﵁ قال: قال رجل فيمن مضى: والله لا يغفر الله لفلان أبدًا فأوحى الله ﷿ إلى نبي في زمانه أن أخبره أني قد غفرت له وأحبطت عملك على تألِّيك. (١)[الزهد للإمام أحمد / ٣٦٠].
• وعن حيان أبي النضر أن واثلة بن الأسقع ﵁ دخل على يزيد بن الأسود، وهو ثقيل، وقد وُجِّه، وقد ذهب عقله، فقال واثلة: أما تخبرني عن شيء أسألك عنه؟ كيف ظنك بالله؟ قال: أغرقتني ذنوب، وأشفيت على هلكة، ولكن أرجو رحمة الله، فكبر واثلة، وكبر أهل البيت تكبيرة، وقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: يقول الله: أنا عند ظن عبدي فليظن بي ما شاء. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٣٠٦].
• وعن أبي غالب قال: كنت أختلف إلى الشام في تجارة، فإذا فيها رجل من قيس، من خيار الناس، فكنت أنزل عليه، ومعنا ابن أخ له مخالف، يأمره وينهاه، ويضربه، فلا يطيعه، فمرض الفتى، فبعث إلى عمه، فأبى أن يأتيه، فأتيته أنا به حتى أدخلته عليه، فأقبل عليه يشتمه، ويقول: أي عدو الله الخبيث، ألم تفعل كذ؟ ألم تفعل كذا؟ قال: أفرغت أي عم؟ قال: نعم، قال: أرأيت لو أن الله دفعني إلى والدتي ما كنت صانعة بي؟ قال: إذًا والله كانت تدخلك الجنة! قال: فو الله لله أرحم بي من والدتي؟ فقُبض الفتى، فدخلت القبر مع عمه، فقلنا باللبن فسويناه، قال: فسقطت منها لبنة، فوثب عمه فتأخر فقلت: ما شأنك؟
قال: مُلئ قبره نوراً، وفسح فيه مثل مد البصر. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٣٠٧].
• وعن حميد ﵀ قال: كان لي ابن أخت مرهَّق، فمرض، فأرسلت إلي أمه فأتيتها، فإذا هي عند رأسه تبكي، فقال: يا خالي ما يبكيها؟ قلت: ما
(١) هذا ثابت عن النبي ﷺ من حديث جندب. كما في صحيح مسلم: ٢٦٢٢