لا تحسبن الموت موت البلى … فإنما الموت سؤال الرجال
كلاهما موت ولكن ذا … أشد من ذاك لذل السؤال
• وقال الشاعر:[موسوعة ابن أبي الدنيا ٢/ ٢٦٦].
لا تخضعن لمخلوق على طمع … فإن ذاك مضر منك بالدين
واسترزق الله مما في خزائنه … فإنما هي بين الكاف والنون
• وعن مبارك أبي حماد قال: سمعت سفيان الثوري ﵀ يقول لعلي بن الحسن فيما يوصيه:
يا أخي، عليك بالكسب الطيب، وما تكسب بيدك، وإياك وأوساخ الناس أن تأكله أو تلبسه، فإن الذي يأكل أوساخ الناس مثله مثل علية لرجل وسفله ليس له، فهو لا يزال على خوف أن يقع سفله وتتهدم عليته، فالذي يأكل أوساخ الناس هو يتكلم بهوى، ويتواضع للناس مخافة أن يمسكوا عنه.
ويا أخي، إن تناولت من الناس شيئًا قطعت لسانك، وأكرمت بعض الناس، وأهنت بعضهم، مع ما ينزل بك يوم القيامة، فإن الذي يعطيك شيئًا من ماله فإنما هو وسخه وتفسير وسخه تطهير عمله من الذنوب، وإن أنت تناولت من الناس شيئًا إن دعوك إلى منكر أجبتهم، وإن الذي يأكل أوساخ الناس كالرجل له شركاء في شيء ينبغي له أن يقاسمهم.
يا أخي، جوع وقليل من العبادة خير من أن تشبع من أوساخ الناس، وكثير من العبادة. وقد بلغنا أن رسول الله ﷺ قال:(لو أن أحدكم أخذ حبلًا ثم احتطب حتى يدبر ظهره كان خيرًا له من أن يقوم على رأس أخيه يسأله أو يرجوه).
وبلغنا أن عمر بن الخطاب قال: من عمل منكم حمدناه، ومن لم يعمل اتهمناه، وقال: يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم ولا تزيدوا الخشوع على ما في القلب، استبقوا في الخيرات ولا تكونوا عيالًا على الناس، فقد وضح الطريق.