وقال علي بن أبي طالب: إن الذي يعيش من أيدي الناس كالذي يغرس شجرة في أرض غيره.
فاتق الله يا أخي، فإنه ما نال أحد من الناس شيئًا إلا صار حقيرًا ذليلًا عند الناس، والمؤمنون شهود الله في الأرض، وإياك أن تكسب خبيثًا فتنفقه في طاعة الله، فإن تركه فريضة من الله واجبة، وإنه طيب لا يقبل إلا طيبًا، أرأيت رجلًا أصاب ثوبه بول ثم أراد أن يطهره فغسله ببول آخر؟ أترى كان ذلك يطهره؟ كلا! إن القذر لا يطهر إلا بطيب، فكذلك لا تُمحى السيئة إلا الحسنة، وإن الله طيب لا يقبل إلا الطيب، وإن الحرام لا يقبل في شيء من الأعمال، أو هل عمل أحد ذنبًا فمحاه بذنب؟ [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٤٠٨].
• وعن قتادة قال: وجدت خليد بن عبد الله العصري ﵀ قال: تلقى المؤمن عفيفًا سؤولًا، وتلقاه غنيًا فقيرًا
قال: تلقاه عفيفًا عن الناس، سؤولًا لربه ﷿ ذليلًا لربه، عزيزًا في نفسه، غنيًا عن الناس، فقيرًا إلى ربه. قال قتادة ﵀ تلك أخلاق المؤمن، هو أحسن معونة وأيسر الناس مؤونة. [الزهد للإمام أحمد / ٤١٠].
• وقال أبو سليمان الداراني ﵀: لا خير في قلب يتوقع قرع الباب، يتوقع إنسانًا يجيء يعطيه شيئًا. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ١٨٧].
• وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل ﵀: حدثني علي بن الجهم بن بدر قال: كان لنا جار فأخرج إلينا كتابًا فقال: أتعرفون هذا الخط؟ قلنا: نعم، هذا خط أحمد بن حنبل. فقلنا له: كيف كتب ذلك؟ قال: كنا بمكة مقيمين عند سفيان بن عيينة، فقصدنا أحمد بن حنبل أيامًا فلم نره، ثم جئنا إليه لنسأل عنه فقال لنا أهل الدار التي هو فيها: هو في ذلك البيت، فجئنا إليه، والباب مردود عليه، وإذا عليه خلقان. فقلنا له: يا أبا عبد الله ما خبرك لم نرك منذ أيام؟ فقال: سرقت ثيابي. فقلت له: معي دنانير، فإن شئت خذ قرضا، وإن