للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شئت صلة. فأبى أن يأخذه، وقال: اشتر لي ثوبًا واقطعه بنصفين، فأومى أنه يأتزر بنصف ويرتدي بالنصف الآخر. وقال: جئني ببقيته، ففعلت وجئت بورق وكاغد فكتب لي، فهذا خطه. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ١٤٢].

• وعن محمد بن موسى بن حماد اليزيدي قال: حمل إلى الحسن بن عبد العزيز الجروي ميراثه من مصر مائة ألف دينار، فحمل إلى أحمد بن حنبل ثلاثة أكياس، في كل كيس ألف دينار، فقال: يا أبا عبد الله، هذه من ميراث حلال فخذها واستعن بها على عيلتك، قال: لا حاجة لي بها أنا في كفاية فردها ولم يقبل منها شيئًا. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ١٤٢].

• وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: مكث أبي بالعسكر عند الخليفة ستة عشر يومًا، ما ذاق إلا مقدار ربع سويق، كل ليلة كان يشرب شربة ماء، وفي كل ثلاث ليال يستف حفنة من السويق، فرجع إلى البيت ولم ترجع إليه نفسه إلا بعد ستة أشهر، ورأيت موقيه دخلتا في حدقتيه. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ١٤٣].

• وعن إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: دفع إليّ المأمون مالًا أقسمه على أصحاب الحديث، فإن فيهم ضعفاء، فما بقي منهم أحد إلا أخذ إلا أحمد بن حنبل فإنه أبى. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ١٤٤].

• وقال ابن عقيل : كان الوزير أبو شجاع كثير البر للخلق، كثير التلطف بهم، فقدم من الحج وقد اتفق نفور العوام نفورًا أريقت فيها الدماء، وانبسطوا حتى هجموا على الديوان، وبطشوا بالأبواب والستور، فخرج من الخليفة إنكار عليه، وأمره أن يلبس أخلاق السياسة لتنحسم مادة الفساد، فأدَّب وضرب وبطش، فانبسطت فيه الألسنة بأنواع التهم، حتى قال قوم: ها هو إسماعيلي، وهبط عندهم ما تقدم من إحسانه. قال ابن عقيل: فقلت لنفسي: أفلسي من الناس كل الإفلاس، ولا تثقي بهم، فمن يقدر على إحسان هذا إليهم وهذه أقوالهم عنه. [المنتظم ١٧/ ٢٥].

<<  <   >  >>