للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والروم روم قد دنا عذابها … عليَّ إن لا قيتها ضرابها

وقال محمد بن إسحاق: وحدثني ابن عباد بن عبد الله بن الزبير حدثني أبي الذي أرضعني - وكان في تلك الغزاة - قال: لما قتل زيد وجعفر، أخذ ابن رواحة الراية، ثم تقدم بها وهو على فرسه فجعل يستنزل نفسه، ويردد بعض التردد ثم قال:

أقسمت يا نفس لتنزلنه … لتنزلنه أو لتكرهنه

إذ جلب الناس وشدوا الرنه … مالي أراك تكرهين الجنه

لطالما قد كنت مطمئنه … هل أنت إلا نطفة في شنه

ثم نزل فلما نزل أتاه ابن عمي بعظم من لحم فقال: شد بهذا صلبك، فإنك قد لاقيت من أيامك هذه ما قد لقيت. فأخذه من يده! ثم انتهش منه نهشة ثم سمع الحطمة في ناحية الناس. فقال: وأنت في الدنيا ثم ألقاه من يده، ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل رضي الله تعالى عنه. [الحلية (تهذيبه) ١/ ١١١ - ١١٣].

• وقال ابنُ الزُبير : هجم علينا جُرجير في عشرين ومئة ألف، فأحاطوا بنا ونحن في عشرين ألفًا - يعني: نوبة إفريقية.

قال: واختلفَ الناسُ على ابن أبي سَرحٍ، فدخل فُسطاطه، فرأيتُ غِرَّةً من جرجير، بَصرْتُ به خَلْفَ عساكرهِ على بِرْذَوْنٍ أشْهَبَ، معه جاريَتان تُظلِّلَانِ عليه بريش الطَواويس، بينَهَ وبينَ جيشه بيضاءُ، فأتيتُ أميرَنا ابنَ أبي سرحٍ، فندَبَ لي الناسَ، فاخترتُ ثلاثين فارسًا، وقلتُ لسائرهم: البثوا على مَصَافِّكم، وحملتُ وقلتُ لهم: احمُوا ظهري، فخرقتُ الصف إلى جرجير وخرجت صامدًا، وما يحسِبُ هو ولا أصحابُه إلا أني رسولٌ إليه، حتى دنَوتُ منه فعرفَ الشرَّ فثابرَ برذونُه مولِّيًا، فأدركتُه، فطعنتُه، فسقط، ثم احتززتُ رأسَه فنصبتُه على رمحي، وكبَّرتُ، وحمل المسلمونَ، فارفضَّ العدوُّ ومنح الله أكتافَهم. [السير (تهذيبه) ١/ ٣٩٥].

• وعن جعفر بن عبد الله بن أسلم، قال: لما كان يوم اليمامة، واصطفّ الناس كان أول من جُرح أبو عَقِيل ، رُمي بسهم، فوقع بين منكبيه وفؤاده

<<  <   >  >>