وكان أرفع عند الناس من الحسن البصري حتى خرج مع ابن الأشعث فوضعه ذلك.
وكان يقول: ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح، فقال له قائل: فكيف بمن رآك واقفًا في الصف وقال: هذا مسلم بن يسار، ما وقف هذا الموقف إلا وهو على الحق فقاتل فقتل. فبكى بكاء شديدًا. [المنتظم ٧/ ٦٢].
• وقال مرة بن شراحيل ﵀: شهدت فتح القادسية في ثلاثة آلاف من قومي فما منهم من أحد إلا خف في الفتنة غيري، وما منهم أحد إلا غبطني. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٧٦].
• وعن حفص بن غياث قال: قيل للأعمش ﵀ أيام زيد بن علي (١): لو خرجت؟ قال: ويلكم والله ما أعرف أحدًا أجعل عرضي دونه، فكيف أجعل ديني دونه. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ١٣٩].
• وعن أبي العالية ﵀ قال: لما كان قتال علي ومعاوية كنت رجلاً شابًا فتهيأت، ولبست سلاحي ثم أتيت القوم فإذا صفان لا يرى طرفاهما. قال: فتلوت هذه الآية: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا﴾ [النساء: ٩٣] قال: فرجعت وتركتهم. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٣٦٧].
• وعن قتادة ﵀ قال: إياكم والتكلف والتنطع والغلو والإعجاب بالأنفس، تواضعوا لله ﷿ لعل الله يرفعكم، قد رأينا والله أقوامًا يسرعون إلى الفتن، وينزعون فيها، وأمسك أقوام عن ذلك، هيبة لله ومخافة منه. فلما انكشفت إذا الذين أمسكوا أطيب نفسًا، وأثلج صدورًا، وأخف ظهورًا، من الذين أسرعوا إليها وينزعون فيها، وصارت أعمال أولئك حزازات على قلوبهم كلما ذكروها.
وأيم الله! لو أن الناس يعرفون من الفتنة إذا أقبلت، كما يعرفون منها إذا أدبرت، لعقل فيها جيل من الناس كثير، والله ما بعثت فتنة قط إلا في شبهة
(١) ابن الحسين بن علي بن أبي طالب. خرج على هشام بن عبد الملك سنة: ١٢١، وقتل بالكوفة حيث بايعوه على القتال معه، ثم رفضوه لمَّا رأوه يتولى أبا بكر وعمر ﵄. [المنتظم ٧/ ٢٠٧]