للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس أعطوا كتبهم فلا تدرين أتأخذين كتابك بيمينك أو بشمالك، أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا، قال: صدقت، فلو أردتِ الممرّ على الصراط فلا تدرين تنجين أم لا تنجين، أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا. قال: صدقت، فلو جيء بالموازين وجيء بك لا تدرين تخفِّينَ أم تَثْقُلين، أيسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا، قال: صدقتِ، فاتق الله يا أمة الله، فقد أنعم الله عليك وأحسن إليك.

قال: فرجعت إلى زوجها، قال: ما صنعت؟ قالت: أنت بطال ونحن بطالون. فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة.

قال: فكان زوجها يقول: مالي ولعبيد بن عمير أفسد علي امرأتي كانت لي في كل ليلة عروسًا، فصيرها راهبة. [المنتظم ٦/ ١٩٧، ١٩٨].

• وقال ابن كثير : حكى السِّبط عن "الأشرف موسى بن العادل " قال: كنت يومًا بهذه المنظرة من خلاط إذ دخل الخادم، فقال: بالباب امرأة تستأذن. فدخلت فإذا صورة لم أر أحسن منها، وإذا هي ابنة الملك الذي كان بخلاط قبلي، فذَكرَت أن الحاجب عليًا قد استحوذ على قرية لها، وأنها قد احتاجت إلى بيوت الكِراء، وأنها إنما تتقوت من عمل النقوش للنساء، فأمرْتُ بردّ ضيعتها إليها، وأمرت لها بدار تسكنها، وقد كنت قمت لها حين دخلت، وأجلستها بين يدي، وأمرتها بستر وجهها حين أسفرت عنه، ومعها عجوزٌ، فحين قضيْت شغلها قلت لها: انهضي على اسم الله تعالى. فقالت العجوز: ياخوند، إنما جاءت لتحظى بخدمتك هذه الليلة. فقلت: معاذ الله، لا يكون هذا. واستحضرت في ذهني ابنتي ربما يصيبها نظير ما أصاب هذه، فقامت وهي تقول: سترك الله مثل ما سترتني. وقلت لها: مهما كان لك من حاجة فانهيها إلي أقضِها لك. فدعت لي وانصرفت. فقالت لي نفسي: ففي الحلال مندوحة عن الحرام، فتزوَّجْها. فقلت: والله لا كان هذا أبدًا، أين الحياء والكرم والمروءة؟!

ولما توفي رآه بعض الناس وعليه ثياب خضر وهو يطير مع جماعة من الصالحين، فقال له: ما هذا وقد كنت تعاني الشراب في الدنيا، فقال:

<<  <   >  >>